المقدمة:

اقتربْ ...... دلبرين سيدو

عزفتُ واللهيبُ بين أصابعي

تُحرق الأوتار...

في القلب المجروح

وتُنشد بلهيبها أغاني الحزن...

والموت...معاً...

الإهداء:

إلى مَنْ أيقظَ فيّ الإلهام...

إلى مَنْ جعلني أطوي السنين الهاربة...

في صفحةٍ من عمري لأغطّ في الآلام...

إلى مَنْ جعلَ من نفسي آلهة...

ومنّي ناسكاً "متعبّداً "في الظلام...

سأبقى مادام النبضُ في قلبي...

أجوب الطرقات أبحث عن

الكمالْ...

اقتربْ

اقتربْ...

من قلبي

وانشرْ عبيرَ ورودكَ

في روابي روحي

اقتربْ...

فما عرفتُ الجنان إلاّ

في الكتب المقدّسة

اقتربْ...

فالله وهبني منزلة عُليا

اقتربْ...

فقارب الشوق يُنقذ الحنين

و روحي تتلهّف لرؤاكْ

يا إلهاً في زمنٍ...

خرقتُ القوانين فيهْ

البشرُ تحت قدميكَ..

وأنا أنتخب نفسي

آلهة بجانبك

اقتربْ...

سأقدّم قلبي قرباناً...

لأطهّر نفسي أمام الله

اقتربْ...

لأقدّم حبّي و روحي قرباناً

و أطهّر حياتي أمامكْ 

انتظرْ...

سألملمُ من حولنا

زهور الربيع و البنفسج

وأصنعُ إكليلاً...

ليوم القرابين

سأحضرُ من الجبال

صخرة "سيزيف"

و أُنهي تعب الدنيا من عينيكْ

انتظرْ...

سأزرعُ جنيناً في رحم الزمان

وأصنعُ نبيّاً...

ليُنشر نور حبّنا

يا إلهاً ...

لن أعتذر عن زندقتي

فما هذا إلاّ كمال الله...

في روحي...

فاقتربْ... ولا تنسى..

أنّكَ الإله وأنا الآلهة...

 

*        *         *

دلبرين سيدو

lokmanafrin.com 2010/9/20

الأمنية الأخيرة

 

من بخور معابد بابل الغابرة

من معابد"زارا" المزركشة

من أجراس الكنائس الصامتة

من كبائر مساجد الله الواقفة

من ألوان الحياة الباهرة

من همسات الليل الماجنة

ذلك الصوت, صوتكَ سوف يعود

لسمعي ,لسمع السنين الماضية

لعبير المساء الحزين

من عويل ثكلى في الدّجى النّعسان

يملأ الجدرانَ و الغدرانْ

ذلك الصوت, صوتكَ سوف يعود

سوف يعود لكياني... لحياتي

و يملأ بصداه جدرانَ قلبيَ المدفونْ

و يغنّي لي أغنية الروح

وأرتشف سكرة الليل الماجنْ

وأغفو على وسائد نبرات صوتكَ الساهرْ

سأجوبُ الوجودَ

أجمع ُ ذرات صوتكَ من كلِّ سماءْ

من جبال الشمالْ

حيث تحضنُ - حتى الزنابق- صوتكَ

حيث يحكي- حتى الزيتون- للزمن الجوّال 

قصصاً ما زالت نابضة

سأجمع صوتكَ أينما كنتْ

و حيثما أكونْ

ذلك الصوت ... صوتكَ الأبديّ

وأحضنه في حنيني العميقْ

ذلك الصوت, صوتكَ سوف يعودْ

أنا أدركتُ وحضنتُ سرّه المكنونْ

أنا التي أدركته..

أنا وحدي و فراغ الزمان المجنونْ

 

*        *         *

دلبرين سيدو

lokmanafrin.com 2010/3/20

 

يا لكمْ

 

يا جبلاً اعقدْ حاجبيك

و تفاخرْ

فالصوّان ما احتمل تشققاته

يا نجمة انزلي و امسكي بيده

وأشعلي أنواره

وقوديه إلى حياته الهادئة

يا جسرُ تهدّمْ بات لا يُعبَر عليكَ

فكّ قيود قدميه

يا بحرُ صبراً ما قادرٌ على الاستسلام

أمواجكَ تعالتْ عليه كثيراً

يا صمتُ تمهّلْ في احتلال...

أطفاله

القلم ما قادرٌ على الإدرار

عينا السماء الزرقاوان

تُنشر لونهما على البحر

يا عبير الورود تورّدي

فوجنتا الأرض اشتاقت لقُبلكْ

يا كلمةً اعبري قافلة الصحراء

الرّمال أنظرتْكَ....ماذا...؟!

ما بحاجة إليكَ

فقدْ ارتوت من دموعكَ كفاية

يا لكمْ...

من أطفال ساذجين

تقرؤون في الصحف

و العيون عطشى إلى الحرية

عطشى إلى الدماء

يا لكمْ...

من أولادٍ مشرّدون

تأكلون في المزابل

و الجيوب مثقوبة للطرق

يا لكمْ...

من كبارٍ تُثيرون الشفقة

تعملون و لا زلتمْ

و الصناديق ملأى من عروقكم

يا لكمْ...

من أطفالٍ بوهميين

كيف تحملون الحجارة ؟!

و عقولكم هي الحجارة...

 

*         *         *

دلبرين سيدو

lokmanafrin.com 2009/11/27

أيّها السّاميّ

 

تدلّى المساء...

كدخان الضباب

في فجر الصيف

وأَسقطَ الجبل...

حنين التعب

في قصعة النهر الأزرق

و فرشتِ الأعجمية

ليلاً بين أصابع...

الرّجلُ الساميّ

دونما يُجمِّلها

بنجوم الحنين

و نشرت عبير الجبل

على سفوح الربيعْ

و استظلّت بشجرها

دونما ظليلْ

إنّه ذاك الساميّ

يكتب تاريخ فتوحاته...

مازال يزرع الربيع

في طقوس الشتاء

دونما زهور

علَّ الأعجمية

تغرس زهورها

في ذاك الربيعْ....!

و تُغفي حبات الندى 

في خطوط الأكفِّ

و تمسح بها جبين الساميّ

و تجعل منه إلهاً

دونما عبيدْ

يا إلهُ مالكَ خلقْتَ أرضاً

دونما نعيمْ

فالأعجمية تعبدُ ظلّ قدميكَ

دونما تشريع...  

*         *         *

دلبرين سيدو

lokmanafrin.com 2009/6/18

سألتني مرّة

 

سألتني مرّة:

من أحببتْ؟

و سألتني ألفاً:

بمَنْ جننتْ؟

و ها أنا أقول للمائة:

أحببتك..

و جننتُ بك

سألتني مرّة:

لِمَ الحب؟

و سألتني ألفاً:

لِمَ السّهد؟

و ها أنا أقول للألف:

الحبُّ لك...

و السّهد بك

وضعتُ نقطة النهاية

في أحرف سؤالك...

دون جدوى منك

و صنعتُ أغنية الختام

من لحن الحياة

دون سؤالٍ منك

فلِمَ السؤال ...كم أحببتْ؟

ولِمَ الجواب ...بكَ جننتْ؟

فالحبُّ جاء ليقول لي:

أين الحبّ؟؟

*         *         *

دلبرين سيدو

lokmanafrin.com 2008/12/29

يا سيّدي

 

يا سيّدي..

بيني و بينكَ...

مسافات البعد تجولُ

في خاطري و تقودُ

قلبي إلى المجهولْ

يا سيّدي...

بيني وبينكَ..

سنين القهر تلوحُ

لنظرة عيني وتموتُ

بين صفحات شعريَ المجنونْ

يا سيّدي...

بيني وبينكَ...

أمواج البحر تتلاطمُ

بفكري و تتناثرُ

كالأشواك على دربيَ المعتوهْ

عذراً يا سيّدي..

بيني و بينكَ...

لا مسافات

فأنا الشمال

وأنا الجنوب

وأنا الشرق

وأنا الغربْ

وأنا من جبال الشمال أتيتْ

لأجلكَ آخيتُ النارْ

عذراً يا سيّدي...

بيني و بينكَ...

لا سنين

فأنا زرعتكَ ورداً

و حصدتكَ شوكاً

وجعلتكَ إلهاً

لا كفراناً بل تقديساً

بيني و بينكَ...

لا سطور للحياة

فسطور النار

صرختْ على قمّة الجبل

لأجعل من آلهتي معبداً

انتظر "سيزيف"

فالصّوان تفتتْ تحت قدماي

انتظر "نيرون"

فالدخان أحرقتْ مقلتاي

عذراً يا سيّدي...

لأني رميتكْ

لكنّ نور ظلمتكَ كانت أقوى

من مآخاة النار

و قوة حبكَ كانت أقوى

من تفتيت الصّوان...

*        *         *

دلبرين سيدو

lokmanafrin.com 2008/12/29

يا صاحبَيْ قلبي

 

كفاكِ انتقاداً لقلبي...

فالعمر لا يبحث عن موتي

كفاكِ انتقاداً لفكري

الصبح لا يبحث عن ليلي...

كفاكِ يا دنيا عن روحي

الحبُّ لا يبحث عن حبيبي

لا تلومي لوعتي يا دنيا

فالهوى يعيش للرحيق..!!

ما لكِ تسخرين من سقطتي..؟

من جرفٍ هرمٍ متردّم

يا صاحبَيْ قلبي ما لكما

ميّتٌ و مبعدٌ عنّي

قِفا نبكِ أرض حبيبٍ

بات في قلبي الواحد الأحدِ

قد كنتُ أشكو بُعد الدّار قدماً

يا ليت ذاك البعد و القدم

ما كنتُ أرجو من سقطتي

غير آهٍ أوسّدها في كفني

فيا أصيحابي عجّلوا بالكفن

فأنا في شغلٍ شاغلٍ أبديّ

يا خليليّ قرّباني من نعشي

فحبّي وُلِد ليحيا في القبر

فلا تسألان من أحببتْ؟ 

فالذي أحببتْ بات غلّةً في الصدر

و تسألان كم أحببتْ ؟

فحبّي له لا يُحصى بالعدد

ولا تلوماني في الهوى

العمر حملَ ثقَلَ الأرض

لا ...لا تلوما و تسألا ..

فحبّي لحبيبي ظلّ إلى أبد الدهر

 

*        *        *

lokmanafrin.com  2008//11/20

إلى متى..؟

 

إلى متى...

أسير بلا دروب؟

إلى متى...

أبقى بلا سطور؟

حبيبتي...

تناديني كزهرة في الربوعْ..

وأنا أدعوها

بلا رجوع

إلى متى..

أسير بلا دروب؟

 إلى متى...

أبقى بلا سطور؟

حبيبتي..

تستحمّ بألوان الربيع

و روحي ترتشف حزن الخريف

إلى متى...

أسير بلا دروب؟

إلى متى...

أبقى بلا سطور؟

حبيبتي...

في محرابك أسجد..

بلا وقوف

على أشواقك أتوه ...

بلا جنون

حبيبتي...

تناديني...فمتى أستجيب؟

فالروح لا تردُّ روح

فإلى متى...

أسير بلا دروب؟

و إلى متى...

أبقى بلا سطور؟

فسطور الحياة حطّتني..

على الهامش

 

*        *        *

lokmanafrin.com  2008//10/7

عُدْ إليَّ

 

قد جئتُ أبحث في جسدي عن...

الروح

قد جئتُ أبحث في قلبي عن..

النبض

وجدتُ فيه قبراً...

ما زالت جدرانه تبكي

لرحيلك عنّي

فعد إليّ..

أيّها الراحل عنّي

عُد إليّ خريفاً

بعدما أخذتكَ أوراق الربيع منّي

عُد إليّ كيفما شئت

أخاً...صديقاً...حبيباً...لا يهم

فقط عُد إليّ

عُد إليّ يا قلباً...

أُريد إسعاده

يا صمتاً أُريد إسكانه

بين صفحات أغاني الروح

فعُد إليّ...

يا روحي

 

*        *        *

lokmanafrin.com  2008//8/9

تعبتْ

 

أيّها الطيف...

لا تطرق أحلامي

لأجل عينيكَ آخيت النار

أيّها الطيف...

لا تلمْ قلبي

لأجل يديكَ قبّلت التراب

لأجل روحكَ عبدتُ الله

تعبتْ...

من الغوص في البحار العميقة

كسمكةٍ خرافية...

خرافية عند انحسار الموج

تعبتْ...

ملء الكلام في صفحات...

العمر القديمة

تعبتْ...

من التحدّي لقانون المدينة

من التّيه في شوارعي الأليمة

انتشلني...

بحكم المشفق لليتيمة

بأغلى ما لديكَ

انتشلني...

من طرقات يأسي

من بركان صمتي

انتشلني...

تعبتْ...

سئمتْ...

ركود عواطفي

جنون آلامي

صراخ آهاتي

تعبتْ...

فالقلب مازال يُصرُّ...

على بُعد الشطِّ

lokmanafrin.com  2008/7/8

ذات صباح

 

ذات صباح سألوّن حياتي..

بلون المساءْ

ذات صباح سألوّن بسمتي...

بشفاه الموتْ

ذات صباح سأعبر الطرقات...

أبحث عن اليبابْ

في الحزن الميّت

سأرسم موجاً...

كمدّ و جزر اليباب في الحزن القديم

ذات صباح سأرفع الستار

عن مسرحية الحياة "الكوميدية"

ذات صباح وإن بقي..

سأزرع الشمس في اليباب الحزين

سأجمع ذرّات الماضي الدّفين

وأزيّنها بطرحة الشمس القتيلة

ذات صباح ستلقاني الشمس

مستظلاً بنور نجم السّحر

ذات صباح لن تلقاني الشمس...

إلاّ جثّةً تحت الثرى

ألملم الماضي في صفحات القبر الجنين

سعيدة بنور ظلّه الحنين

هذا ما بقيَ من فتات الزجاج الجريح..

lokmanafrin.com  2008/7/3

ارحلْ

ارحلْ..

ما عادَ للشتاء...

مكان في الربيع

ارحلْ...

فالشموع ما زالت تضئ...

في فؤاد الجريح

و العيون لا تزال ترى...

الشمس من جديد

ارحلْ...

ما عاد لكَ عنوان

لآهات السنين

ما عاد لك طيفٌ...

يطرق باب الحبيب

ارحلْ...

فقلمي ما يزال...

يُسطِّر كلماته بحنين

و شعريَ لم يرمِ

قلمه للبعيد...

ولن يرسم سراباً

وأوهاماً من نسيج

فارحل...

ما عاد القلب

يرغب برؤاك...

ولا الصمت...

يرغب بهمساتْ

ولا الجرح...

يقبلُ بضمادْ

فارحل ...وارحل...

ولا تبحثْ عن قلبٍ

يأويكْ...

فالقلوب تموتُ بهمسةٍ منكْ

و تجنُّ بنظرةٍ من عينيكْ

وتتوه على دروب شفتيكْ

فارحلْ..وابحثْ...

فلن تجد حياةً..

إلاّ في قلبيَ المجروحْ..

 

أسألكَ الرحيلا

 

أين أجد أرضاً؟

في كوكب عينيكَ..!

أين أجد عُمراً؟

في أقدار قدميك...!

أين أجد ماءً؟

في رحيق شفتيكَ...!

لا...لا أُريد هذا... 

فقط ارحل

فأسألكَ الرّحيلا...

يا جارحَ قلبٍ...

على دروب النسيان

يا قاتلَ روحٍ...

على هامش الأقدار

أسألكَ الرّحيلا...

بأغلى ما تملك من الأحلام

بالله ارحلْ من صمت...

الفراغ...إلى صمت الأقدار

ارحل من عيونٍ

باتت تملُّ الأوهام

من قلبٍ بات يملُّ الآلام

من صراخٍ ملَّ الأحلام 

لا أُريد أرضاً...

أو عُمراً أو حتى ماءْ

فالروح...

ما أرادت إلاّ الرحيل

فارحلْ بسؤالي لكَ...

ارحل من بين ذراعيّ الآمال

ارحل..

فالقلب ما حُفِر عليه إلاّ اسمكْ....

والروح ما قُتِلت إلاّ بهجركْ...

و الصمت ما جنّ إلاّ على آثار رسمكْ

و العمر ما طُوِل إلاّ بحبكْ...

            *        *        *

ارحلْ

 

ارحلْ..

ما عادَ للشتاء...

مكان في الربيع

ارحلْ...

فالشموع ما زالت تضئ...

في فؤاد الجريح

و العيون لا تزال ترى...

الشمس من جديد

ارحلْ...

ما عاد لكَ عنوان

لآهات السنين

ما عاد لك طيفٌ...

يطرق باب الحبيب

ارحلْ...

فقلمي ما يزال...

يُسطِّر كلماته بحنين

و شعريَ لم يرمِ

قلمه للبعيد...

ولن يرسم سراباً

وأوهاماً من نسيج

فارحل...

ما عاد القلب

يرغب برؤاك...

ولا الصمت...

يرغب بهمساتْ

ولا الجرح...

يقبلُ بضمادْ

فارحل ...وارحل...

ولا تبحثْ عن قلبٍ

يأويكْ...

فالقلوب تموتُ بهمسةٍ منكْ

و تجنُّ بنظرةٍ من عينيكْ

وتتوه على دروب شفتيكْ

فارحلْ..وابحثْ...

فلن تجد حياةً..

إلاّ في قلبيَ المجروحْ..

             *        *         *

ذات صباح

 

ذات صباح سألوّن حياتي..

بلون المساءْ

ذات صباح سألوّن بسمتي...

بشفاه الموتْ

ذات صباح سأعبر الطرقات...

أبحث عن اليبابْ

في الحزن الميّت

سأرسم موجاً...

كمدّ و جزر اليباب في الحزن القديم

ذات صباح سأرفع الستار

عن مسرحية الحياة "الكوميدية"

ذات صباح وإن بقي.. 

سأزرع الشمس في اليباب الحزين

سأجمع ذرّات الماضي الدّفين

وأزيّنها بطرحة الشمس القتيلة

ذات صباح ستلقاني الشمس

مستظلاً بنور نجم السّحر

ذات صباح لن تلقاني الشمس...

إلاّ جثّةً تحت الثرى

ألملم الماضي في صفحات القبر الجنين

سعيدة بنور ظلّه الحنين

هذا ما بقيَ من فتات الزجاج الجريح..

             *         *         *

أتحدّاكَ...

أتحداكْ...

بين الآلاف من النساء

أتحداكْ...

بين الملايين من الكلمات

بأنْ تجدني مع كلّ حرفٍ

أتحداكْ...

بأنْ ترى عيناً...

كبريقِ عيني

أتحداكْ...

لمَنْ يكتب عنكَ

فيديّ خُلِقتا ...

لتكتب عنكَ 

أتحداكْ...

ولن تستطيع التحدي

أتحداكْ...

بأنْ تعيشَ

كما عشتَ معي

أن تعشق الدنيا ...

كما عشقتها من خلالي

أن ترى السماء

إلاّ في سمائي

أن تحبّ ثانية..

فأنا الأول...والثاني...والثالث...

والأخير

أن تنسى...

روحاً سُكِنتْ 

بروحك

أن تنسى...

امرأةً مازالتْ

ترسمكَ

مع كلّ حرفٍ بقلمها

أتحداكْ...وأتحداكْ..

ولن تتحداني

فالروح مُحالٌ أن تتحدى ...

مَلَكَ الموت...

*          *          *

أيّها القدّيس...

 

لماذا يا قلبُ ...

لاتجوب الطرقات

تبحث عن الحريّة...

لماذا ياعُمْرُ...

لاتثور كالبركان

وتُذيب باب الآهات الرجعيّة

لماذا يا روحُ...

تكون كالجلاّد

وتُقيّد نفسك بقيودٍ زمنيّة

لماذا يا وجعي ...

لاتحرّر القيود في يدي

لماذا لاتثور...

أُريدكَ في شوارع قلبي

تظاهرةً سياسيّة

أُريدك عاصفة هوجاء

تقتلع يأسي من جذورها الجنونيّة

أُريدك قائداً...

تقود قلبي إلى أمنهْ

ثرْ...اغضبْ...انفعلْ...

فأنا لستُ تمثالاً

لستُ من حديدْ....لستُ من نارْ

إنّما آثار زجاج جريح

يستمعً إلى صمتهْ

يتأمّل جرحهْ

أيّها القدّيس...

أعلن الحبّ وابتسم...

أعلن الشوق وانصرفْ...

إلى أحاديث ذاتي واحترقْ...

بنار العشق وارتطمْ...

بتيار قلبي واجعله يبتدئْ

ويشرب من كأس حبك...ويستسلمْ...

 

           *          *          *          

 

الذكريات

 

أين أيّتها الذكرى تموتين..؟

في قلبٍ بات في الجراح مكين...!

أين أيّتها الذكرى ترقدين..؟

في روحٍ مازال في قبره سجين..!

في صمتٍ مازال يصرخ بأنين..!

أين أيّتها الذكرى تتربّعين..؟

على عرشِ حبٍّ مات من سنين..!

أم على عرشِ حياة مات بحبيب..!

أين أيّتها الذكرى..أين..؟

أين تصرخين..

على منبر الحياة اللعين..!

أم على محراب الكلمات تدعين..!

إلى متى أيّتها الذكرى ترمين

فتات الجراح في القلب القتيل..؟

يا حبيباً يُطلُّ من نافذة الأحلام

ويرقدُ في الأحلام

كفاكَ طرقاً على باب الحنين

وتقولُ:

هيهات...! أين السنين..؟

فإلى متى أيّتها الذكرى تلومين..؟

وإلى متى تسرقين الأحلام منّي؟

وإلى متى سترمين الخُطا أمام القدر المسكين

وإلى متى..وإلى متى ستقولين:

كفاكِ تحدّياً للآلام والأوهام..

فكفّي عنّي واذهبي أيّتها الذكرى إلى حين..

فأنا في شغلٍ شاغلٍ أبديّ

فاذهبي وارحلي من قلبٍ جريحْ..

من روحٍ سجينْ..

وارقدي في مقبرة النسيان

كما الحب رقد من سنينْ...

              *        *         *           

 

أعذرني

 

أعذرني يا صديقي

لا بل اعذرني يا حبيبي...

فلستُ مقيّدةً بأكفّ المجتمع

أعذرني لأني..

سأثور..سأغضبْ..

فما عاد شئٌ في الحياة ينفعْ

أعذرني يا صديقي

لا بل اعذرني يا حبيبي...

فأتا مشغولةٌ

بإشعال ثورةٍ لا خمدهْ

يجب أن أقاتل وأصارع

من أجل حريّةٍ و حبّ..

يجب أن نضحيَ أكثر..

فقد كَثُر بعوض المستنقعْ..

أعذرني يا صديقي

لا بل اعذرني يا حبيبي..

لأنّي قد فشلتْ..

وقد أعلنتُ فشلي أمام الملأْ

أجل يا صديقي..

فشلتْ..

لكنْ لن أفشل في التضحية

مع الساجدين والركّعْ

فالأقصى ينادي

كما أنادي لحبيبٍ مُنتظرْ

أعذرني يا صديقي...

لا بل اعذرني يا حبيبي...

لأنّي فضّلتُ التضحية

ولم تكترثْ...

فشوقيَ عارم منصرم

فاعذرني يا صديقي

لا بل اعذرني يا حبيبي

فلن أقول أكثرْ...

             *       *        *           

 

لنفترق

 

لنفترق قليلاً...

ما دام في مقلتينا بريقٌ من الأمل

لا بل لنلتقي لثوانٍ

ما دام بين أضلعنا بريقٌ من الشوق

لنرجع إلى مقبرة النسيان

فهي تنتظر منّا بعض الأدمعْ

لنبكي - على الأقل – تمثيلاً

ما دمنا نسينا ما طعمَ البكاء 

لنحترقْ ما دامت...

شموع الذكريات لا تحترق

لنمزّقَ على أكفّنا...

دروب الماضي... ما دام

النسيان لا يمزّقهْ

لنرحل ما دامت ...

آثار أقدامنا لا تزال على الطريق

شاهدةً على رحلينا

لا بل لنبقى ونحرّر...

قلوبنا المقيّدة

لا...لا أقول بعد الآن...

لنفترق...لنرحل أو حتى لنبقى

بل أكتفي أن أحرّر قلبي وحدي

وأقول صراخ الثكلى.. 

إنّي ألف أحبكَ...أحبكَ

فابتعد...وارحل...ولا تبقى

فقط أترك لي أملاً في الحياة

فأنا لا أعرف العيش – بدونك –

في الحياة...

           *         *          *           

 

 

تأليف : دلبرين سيدو

لقمان عفرين30/1/2008

 


  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN