"  رمان الباسوطة .. مردود عال وفوائد طبية جمة "

تقع قرية باسوطه إلى الجنوب على بعد /9 /كم من مدينة عفرين. وهي قرية عامرة وجميلة، تحيط بها وبدورها بساتين أشجار الرمان بالإضافة إلى أشجار الفواكه الجميلة ، وفيها نبع ماء غزير "15ل/ثا"، يتدفق من أسفل جبل ليلون، الذي يبدو من الشرق والجنوب وكأنه يحضن باسوطه ويحميها. ويمر نهر عفرين من غربها على بعد عدة مئات من الأمتار، ليجتاز مضيقا محصوراً بين جبل ليلون من الشرق وجبل بوزيكه في الغرب.

" الكل في سورية  يعرف رمان الباسوطة وقرزيحل واسكان والغزاوية وجلمة  نظراً لطراوته وتميز مذاقه ووفرة مائه وسيان حلاوة الرمانة الواحدة أو حموضتها فكلتاهما تمنح المرء طعـماً لا يتوفر في غيره من الرمان مما تنتجه البساتين في أنحاء مختلفة من

 

 

 

 

سورية ، الدبس عندنا يباع بـ  300 ليرة للكيلو غرام الواحد بينما هو في مناطق أخرى يباع بـ 150 ليرة ، وإن دل ذلك فعـلى كثرة الطلب على رمان الباسوطة وقرزيحل " ، بهذه الكلمات بادرنا أحد الفلاحين .

في السهول الممتدة من مدينة عفرين إلى قرى الباسوطة وقرزيحل وبرج عبدالو ، تنتشر بساتين غناء اشتهرت منذ القدم بعطائها المميز من أشجار فاكهة متنوعة ، لاسيما الرمان الذي يعتمد عليه أهل هذه القرى في تحقيق دخل جيد يعينهم على تحمل مشقات الحياة . الفلاحون في هذه المنطقة لهم خبرتهم في العناية بشجرة الرمان ، تلك الخبرة ورثوها أباً عن جد ، ناهيك عن طبيعة التربة وتوفر الماء فهما عاملان مساعدان على وفرة الإنتاج . يبدأ القطاف في أوائل شهر الخريف ، يقوم الأهالي من بعدها بعملية التخزين الطبيعي للثمار بهدف الحفاظ على سعر مرتفع له ، فعند الموسم تقل الأرباح ، يعمد الفلاحون إلى فرش الأرض بأعشاب يضعون عليها كميات كبيرة من الثمار ، يغطونها بالأعشاب إلى نهاية كانون الثاني حيث تنخفض الكمية في الأسواق فيرتفع سعر الرمان .  تلك الأعشاب لها قدرة مميزة على حفظ الثمار إذ تمنع نشفان الثمرة ويبقى لون الرمان ثابتاً وكأنه للتو جرت له عملية القطاف . يعمد الفلاحون إلى طريقة الحفظ تلك هرباً من الأسعار التي فرضها أصحاب البرادات إذ يحصلون على مبلغ : 4 ليرات عن كل ك . غ واحد ، بينما هي مجانية طريقة الحفظ التي ابتكرها أولئك الفلاحون . شجرة الرمان تمنح الفلاحين إنتاجاً سنوياً متفوقة بذلك على شجرة الزيتون التي تنتج كل سنتين مرة واحدة ، بستان الرمان يمنح الفلاح نفس الأرباح التي يجنيها من بستان الزيتون ، يبلغ الإنفاق على خدمة الشجرة الواحدة حوالي المئة ليرة سورية ، بينما هي تغدق على الفلاح بأرباح قد تصل إلى ( 1500 ل.س ) 

رمان الباسوطة وقرزيحل يعتمد على التجار من حلب وحماة والجزيرة ودمشق في عملية الترويج ، منه ما يستهلك محلياً ومنه ما يصدر إلى العراق ، كمية البيع تزيد عن ( 100 طن ) يومياً .

وإن كان الرمان موسماً رئيسياً في هذه المنطقة ، فإن غلالاً أخرى تنتجها الأرض فعلى مدار العام تمنح الأرض فلاحيها أرباحاً ، هناك مواسم ( الدراق والتفاح والخوخ والعرموط  والجانرك والمشمش ) .

م : الرمان يحتوي على نسبة لا باس بها من الألياف الغذائية المهمة للوقاية من الامساك وبعض أنواع السرطان وهو غني بالفيتامين ج ومادة البوتاسيوم المفيدة لأمراض القلب كما أنه غني بعنصر الحديد.

ويعد شرب الرمان مسكناً للالام ومفيداً في حالات الحمى لانه مخفض للحرارة وشراب مسحوق ازهار الرمان قاتل للدود المعوي وقشر الرمان المجفف والمغلي مفيد لتنظيف الحلق والصدر والرئة ويفيد في حالات التهاب الكبد ويعالج عسر الهضم ويستخدم في معالجة الامراض الجلدية.

      

     

30/10/2010

صلاح الدين عيسى

إضافات : لقمان شمو كالو



E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2010 . All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE