www.lokmanafrin.com

أثار جبل ليلون

لا نعتقد أن هناك منطقة في سوريا فيها من الكنوز الأثرية الرائعة ما يضمه جبل ليلون. فهو جبل من آثار، ومتحف تاريخي طبيعي متكامل بمختلف مراحلها، من مواقع سكن إنسان نياندرتال، إلى المعابد الوثنية فالمسيحية وما تلاها.

إن معظم الأماكن والمواقع الأثرية في هذا الجبل هي الآن قرى مسكونة ولكنها بعيدة عن المدنية والحضارة. فقد بنى السكان الحاليون دورهم المتواضعة بين أطلال تلك الآثار، ومستخدمين أقسامها السليمة لحاجاتهم اليومية.

توجد معظم تلك الآثار في القسم الجنوبي من جبل ليلون، الذي يسمى محليا باسم جبل شيروا باستثناء قرية دير سمعان.

قلعة سمعان

تقع قلعة سمعان في أقصى النهاية الجنوبية من قسم " شِيرَوا " من جبل ليلون، على بعد نحو 20كم من مدينة عفرين، و 40كم عن حلب. وهي مبنية على نتوء صخري، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 564م. وكان القديس سمعان قد اختار هذا المكان المنعزل، بقصد التقرب إلى الله للعبادة جريا على عادة الرهبنة عند النصارى حينذاك. ويتصل موقع القلعة في الشمال بامتداد تضاريس سطح الجبل. وتتحدد الجهات الثلاث الأخرى للموقع بجروف صخرية عالية، خاصة من الناحية الغربية، حيث يقدر ارتفاعه هنا بمائة متر.

تطل القلعة من جهة الغرب على سهل جومه "عفرين" الفسيح، الذي يخترقه نهر عفرين من شماله إلى جنوبه، ويؤطر هذا المشهد في أقصى الغرب جبل "الآمانوس" لتشكل لوحة طبيعية رائعة، خاصة وقت الغروب. فللغروب في القلعة جمال خاص. وعلى حد قول الأب "قوشاقجي"، فإن هذا الجمال الطبيعي الأخاذ كان يؤجج نار الإيمان في قلب مار سمعان مع كل إطلالة شمس وغروبها، وهو فوق عموده يتأمل الطبيعة المدهشة من حوله.

- تاريخ بناء الكنيسة "القلعة"

تعتبر كنيسة مار سمعان من أكبر كنائس العالم. فقد اتخذ البناؤون من عمود "مار سمعان" مركزا لبنائها الذي أخذ شكل صليب، ذراعه الشرقي أطول قليلا من الأذرع الثلاثة الأخرى المتساوية. تبلغ مساحة الكنيسة 5000م2. بدئ العمل ببنائها عام 476م، وتم الانتهاء منها سنة 490م. ثم أضيفت إلى الكنيسة الملحقات التالية: الدير الكبير، وبيت المعمودية، والمقبرة، وبعض دور السكن لطلاب العلم، وفنادق للضيوف، حتى بلغت المساحة الإجمالية للبناء 12000م2. وفي عامي 528 و 536م، وقعت زلازل شديدة في المنطقة، فألحقت ضررا كبيرا بالكنيسة، وربما كان سقوط سقفها الخشبي من ذاك الزلزال.

بقيت الكنيسة بيد أصحابها المسيحيين مقابل دفع الجزية، فسيطر عليها البيزنطيون مجددا في أواسط القرن العاشر الميلادي، حينما انتصر القائد "نقفور" على الحمدانيين في حلب عام 970م، فبنى حولها سورا قويا مدعما بـ 27 برجا. فتحولت الكنيسة وملحقاتها إلى قلعة عسكرية حصينة، في منطقة حربية حدودية بين البيزنطيين والمسلمين، وعرفت من يومها بقلعة سمعان.

مرت قلعة سمعان بالأحوال التالية:

في سنة 983 م، في عهد سعد الدولة الحمداني، مر بها الجيش البيزنطي متراجعا عن حلب، ففتحها، وخرب ديرها وكان بناءً عظيما وحصنا قويا. وفي عام 985م، استولى عليها سعد الدولة بن سيف الدولة لفترة وجيزة.

في عام 1017م سيطر الفاطميون عليها. وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر تحولت المنطقة إلى منطقة صراع بين القوى المتنازعة على مناطق حلب، وإنطاكية؛ بين البيزنطيين والصليبيين والزنكيين ثم الأيوبيين، ومن بعدهم المماليك والعثمانيون.

في غمرة هذه الأحداث العسكرية والفوضى العامة، تراجعت الأهمية الحربية للقلعة، فهجرت تدريجيا، إلى القرن السادس عشر، ، فأضاف في الضلع الشرقي من الكنيسة طابقين . وظلت هكذا  والاعتناء بها كمعلمة أثرية تاريخية شديدة الأهمية. إذ يزور القلعة سنويا عشرات الآلاف من الزوار والسياح من كافة أنحاء العالم.

 

قرية دير سمعان " تيلانيسوس "

بعدما توفي مار سمعان العمودي، اكتسبت المنطقة بفضله شهرة ومكانة دينية مرموقة. فتحولت هذه القرية إلى مدينة للرهبان، وبنيت فيها ثلاثة أديرة، لكل منها كنيستها والملحقات الأخرى للدير. كما بنيت الفنادق لاستقبال الحجاج وكبار الضيوف الذين ظلوا يفدون إليها حتى القرن الحادي عشر للميلاد.

في العصر البيزنطي، كانت قرية تيلانيسوس، مركزا معروفا للعلوم الدينية المسيحية من جهة، ومنتجعا للأغنياء من أهل انطاكية من جهة أخرى. كما كانت ملجأ آمنا للمتهربين من دفع الضرائب، وتأدية الخدمة العسكرية. فانتعشت المدينة كثيرا خاصة في القرن الخامس وبداية السادس الميلادي، لوقوعها على طريق أفاميا وسيروس، مما دعا إلى الإكثار من إنشاء الفنادق والمضافات لكبار الزوار.

كما تعرضت المنطقة لزلازل كبيرة أتت على مبانيها، والبناء الوحيد الذي بقي سالما نوعا ما، إلى يومنا هذا، هو الدير الصغير الموجود في الجهة الجنوبية للقرية، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 550م تخليدا لذكرى مار سمعان.

 ومدينة تيلانيسوس أو قرية " دير سمعان " لا تبعد سوى 500م عن القلعة، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأنها شهدت نفس الأحداث والمراحل التي حلت بالقلعة، فآل مصيرها إلى الخراب هي الأخرى في فترة إهمال القلعة خلال القرنين11 و12 الميلاديين. وهي الآن قرية صغيرة تنتشر دورها الإسمنتية الريفية بين أطلال المدينة القديمة في تمازج مثير للتنافر، ما بين قديم أصيل مرفه، وجديد لا يأبه كثيرا بماضي " تلانيسوس " ذات الشهرة الكبيرة في العهود الغابرة.

آثار براد وقصرها

تقع قرية براد على جبل ليلون جنوبي شرقي مدينة عفرين بمسافة 15كم، موقعها قديم. ويعتقد أن الاستيطان فيها يعود إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين. يوجد في الموقع معبد وعدة قبور صخرية تقليدية، وفيها دكاكين تعود إلى سنوات 202 203 للميلاد، وهي ترمز إلى وجود صناعة الزيت في القرية. كما تشير الدلائل إلى أن القرية تطورت كثيرا في القرن الرابع الميلادي. حيث يقول "تاودوره أسقف قورش" عن براد، بأنها المدينة الكبرى في جبل ليلون، ومركز إدارة منطقة جبل سمعان.

تعتبر براد من أكبر القرى الأثرية في شمالي سوريا مساحة، فيها العديد من الفيلات الجميلة، ودور سكن متناثرة ذات أحجار مضلعة غير منتظمة تعود إلى الفترة الرومانية والقرنين الثاني والثالث للميلاد، بما في ذلك مدفن روماني وحمامات. وتوجد في وسطها كنيسة القديس جوليان أو يوليان أو جوليانوس مهندسها والمشرف على بنائها بين اعوام 399  402م.

ويبدو أن الكنيسة بنيت فوق معبد وثني قديم تحول إلى كنيسة على غرار الكثير من الأبنية الأخرى في جبل ليلون. وتعتبر كنيسة يوليان ثالث أكبر كنيسة في سوريا بعد كنيستي سمعان وكرانتين شرقي معرة النعمان، ويعتقد أن مؤسس الطائفة المارونية القديس مار مارون 347 410م دفن في براد، حيث يبدو أنه أضيف إلى الكنيسة جناح خاص كمدفن له وفيه ضريح حجري يعتقد أن للقديس مارون.

وخلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين أقيمت الأحياء الغربية للقرية، وفيها كنيستان، تعود إحداهما إلى عام 541م، وأخرى صغيرة بمثابة معبد صغير تعود إلى القرن السابع الميلادي. وفي القسم الشمالي الغربي للقرية، مقر الإقامة الرسمية الذي بني عام 496م. وفي الجهة الجنوبية الغربية " وعلى بعد حوالي 500 مترا "، أقيمت الرهبانية في القرن السادس الميلادي، وفيها ديران "ما يسمى بالقصر" وبرج إضافة إلى عمود للعبادة، يبلغ طوله ثمانية أمتار، لا تزال بعض أجزائه موجودة حتى تاريخه، وفيها أيضا حمام ومدفن روماني وهي من معالمها الرئيسية.

توسعت براد، وازداد عدد سكانها في القرن السابع الميلادي، وتصل أحياءها شبكة من الطرق الداخلية حتى أصبحت مركزا صناعيا وزراعيا معروفا للحبوب والزيتون والكرمة، إلى جانب تطور الصناعات الزراعية وخاصة زيت الزيتون.

وفي القرن العاشر للميلاد، تحولت براد إلى مركز دفاعي بيزنطي، فتحولت مبانيها الدينية إلى حصون حربية، تمركزت فيها القوات العسكرية.

 وبراد اليوم، قرية كبيرة وسط خرائب واسعة، تشير إلى ماضيها التليد. وهي تقع وسط محيط من صخور جبل ليلون البيضاء، التي لا تتخللها إلا فسحات ضيقة للزراعة غير كافية للمعيشة. وتتصل بباسوطه عن طريق عبدت مؤخرا.

وفي 4 أيار من عام 2002، أقامت الطائفة المارونية وممثلوا الطوائف المسيحية حفلا كبيرا في قرية براد إحياء لذكرى مؤسس الطائفة المارونية القديس "مارون"، على أن يصبح ذلك التاريخ مناسبة دينية رسمية سنوية، تقام لها مراسم احتفالية خاصة في القرية إحياءً لذكرى مار مارون الذي دفن هناك.

كفرنابو

اسمها مستمد من الإله الرافدي - الآشوري "نبو أو نابو". ففي الفترة الرومانية "القرنين الأول والثاني بعد الميلاد" كان هناك هيكل كبير لهذا الإله في هذه القرية. ثم تخلى سكان جبل نبو "ليلون" عن عبادة الإله نبو، بتأثير مار مارون، الذي استطاع هداية هؤلاء إلى الدين المسيحي، فحطموا هيكل نبو، وبنوا بأحجاره كنيسة كفرنبو عام 398م، التي تعتبر من أقدم الكنائس. ثم شيد المسيحيون كنيسة أخرى عام 525م وديرا وبرجا لسكن النساك، وفندقا كبيرا للحجاج عام 504م، ومازال في القرية دور للسكن من القرن الخامس الميلادي، ومعصرة زيت مكتوب على بابها تاريخ 224م. إضافة إلى تمثالين لرجل وامرأة مقطوعي الرأس جالسين على كرسيين من الحجر، اسمها مستمد من الإله الرافدي - الآشوري "نبو أو نابو". ففي الفترة الرومانية "القرنين الأول والثاني بعد الميلاد" كان هناك هيكل كبير لهذا الإله في هذه القرية. ثم تخلى سكان جبل نبو "ليلون" عن عبادة الإله نبو، بتأثير مار مارون، الذي استطاع هداية هؤلاء إلى الدين المسيحي، فحطموا هيكل نبو، وبنوا بأحجاره كنيسة كفرنبو عام 398م، التي تعتبر من أقدم الكنائس. ثم شيد المسيحيون كنيسة أخرى عام 525م وديرا وبرجا لسكن النساك، وفندقا كبيرا للحجاج عام 504م، ومازال في القرية دور للسكن من القرن الخامس الميلادي، ومعصرة زيت مكتوب على بابها تاريخ 224م. إضافة إلى تمثالين لرجل وامرأة مقطوعي الرأس جالسين على كرسيين من الحجر، بجوار الكنيسة، ويبدو أنهما قد استخرجا من قبل هيئة أثرية من البئر الصخري المجاور حسب رواية الأهالي.

يقول ياقوت الحموي عن كفْرنَبو: بأن لها ذكر في التوراة، ونبو اسم صنم كان فيها، وفيها قبة عظيمة باقية يقال بأنها قبة للصنم "نبو".

تقع قرية كفر نبو على مسافة /3/كم في الشمال الشرقي من قرية براد، منطقتها صخرية وعرة. وهي قرية صغيرة منسية ومقطوعة عن العالم الخارجي حاليا، تعيش فيها عدة أسر كردية على تربية الماشية، وهناك مساحات صغيرة تزرع بالحبوب. وبجوار القرية مزار ديني معروف بـاسم "شيخ قصاب". وقد زار القرية هنري لامانس عام 1907، وذكر وجود غابة رائعة من أشجار السنديان والجميز والخرنوب حولها، ولكن لم يبق لها أثر اليوم.

كيمار

تقع "كيمار" على جبل ليلون، وتطل على قرية باسوطه مباشرة من الشرق، بينهما طريق معبد.

كانت كيمار مصيفا لسكان باسوطه، خاصة في العصرين الروماني والبيزنطي. في القرية قصور ودور سكن أثرية عديدة لا تزال بواباتها شاخصة إلى يومنا هذا. وكان فيها ثلاث كنائس، بنيت الأولى: في القرن الخامس الميلادي، ولم يبق منها الآن سوى المنبر"بيما" ودرجات المذبح. أما الثانية: فقد بنيت في عام 573م، ولم يبق منها سوى القبة القائمة فوق المذبح مع بعض الدرجات، وفي أعلى قبة المذبح رسم لطاووسين متقابلين، وهي تقع شرقي القرية حاليا. أما الثالثة: فهي جزء من المجمع الرهباني القائم خارج القرية، ويعتبر هذا المجمع لؤلؤة كيمار. وهو يتألف من الكنيسة الموجودة جنوبي القرية، التي بنيت في القرن السادس للميلاد. والعمود الذي كان يقيم عليه "عمودي" للعبادة، وطوله نحو15.68 مترا، ولا تزال قطعه الكاملة موجودة من يوم سقوطه على الأرض، على بعد 13م عن الكنيسة. أما الدير، فلا تزال غرفة واحدة منه موجودة، والباقي مطمور مع المقبرة على بعد 50م شمالي شرقي العمود. وهناك برج للعبادة في وسط القرية. ولا يزال سكان كيمار يستعملون صهاريج جمع مياه المطر المحفورة قديما.

وكيمار اليوم قرية كبيرة تتوزع دورها البسيطة بين أطلال آثار قديمة رائعة، تهدمت معظمها بسبب عوامل الطبيعة، وعبث الناس بها على مر القرون

صوغانه

تقع هذه القرية شمالي شرقي قرية كيمار بمسافة 2 كم. في القرية كنيستان، إحداها في الجنوب متهدمة، والأخرى في الشمال لا تزال تحتفظ ببعض معالمها، وعلى بعد /1/كم غربا يوجد أثر لمبنى يسميه الأهالي "بالقصر"، وهو عبارة عن برج وبقايا كنيسة ودير مع خزان للماء ومعصرة وصهريجين، ومدفن.

وصوغانه حاليا قرية صغيرة، يمر منها طريق معبد.

برج القاز

قرية صغيرة من قرى شيروان، فيها برج وبقايا كنيسة تعود إلى عام 393م، وكتابات على نجفات مؤرخة من العام 313م و 494م

ديرمشمش

مجموعتان من الخرائب من العهود الإغريقية، يعود تاريخها إلى القرون الأولى للميلاد.

ديرمشمش: تقع على جبل ليلون غربي قرية "باصلحايا" بمسافة /3/كم. بقى من آثارها مدفن روماني يعود إلى القرن الثالث للميلاد، وبرج ناسك، وكنيستان من القرن السادس للميلاد لاتزال بعض جدرانها إحداها قائمة، وفيلا بيزنطية. إضافة إلى صهاريج ومعاصر عديدة محفورة في الصخر. وهي قرية أثرية كاملة، لاتزال العشرات من الأطر الحجرية لأبواب دورها السكنية القديمة قائمة وسليمة. وهذه القرية مسكونة حاليا من قبل بعض الأسر  التي تربي الماشية وتزرع الأراضي الصالحة للزراعة شرقي القرية

گوبه لي

تقع إلى الشمال الغربي من قرية باصلحايا 2كم، وهي مجموعة خرائب تعاصر آثار دير مشمش. تضم كنيسة تعود إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، ولاتزال جدرانها قائمة.

تعرض هذان الموقعان الأثريان لعمليات حفر عديدة بحثا عن الكنوز .

كالوطة

تقع شمالي قرية كوندي مازن  3كم، وهي قرية صغيرة فيها أطلال كنيستين. الأولى في الشرق، يعود تاريخ بنائها إلى عام 492م. والثانية في الغرب، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي، وهناك دور سكن مؤرخة بكتابات تعود إلى أعوام 243 و 545 و 386م.

قلعة كلوته

فهي عبارة عن كنيسة على التلة القريبة غربي القرية، بنيت فوق أنقاض معبد وثني من القرن الأول أو الثاني الميلادي، وقد حوّل المعبد إلى كنيسة بفضل القديس مار مارون في القرن الخامس الميلادي، وفي القرن العاشر للميلاد أيام الحروب بين الحمدانيين والبيزنطيين، تحولت إلى قلعة عسكرية والكنيسة محاطة بسور دفاعي، ولاتزال ثلاثة قبور صخرية مع أغطيتها موجودة في الزاوية الجنوبية الشرقية من باحة الكنيسة.

يقول السيد عبدالله حجار عن موقع قلعة كلوته؛ بأنه كان حقل عمل رسولي لمار مارون الذي كان يعيش هناك في العراء لإهداء السكان الوثنيين إلى المسيحية.

خراب شمس

تبعد خراب شمس عن قرية ذوق كبير كوندي مازن مسافة /1/كم غربا. وهو موقع غير مسكون بسبب انتقال ساكنيها إلى قرية ذوق كبير. خراب شمس قرية من الفترة الوثنية، كما يبدو من اسمها، ومن رسم الثور وقرص الشمس المنقوش على نجفات بعض دورها. وقد ازدهرت في الفترة المسيحية بين القرنين الرابع والسادس للميلاد. وفي الموقع كنيستان، الأولى: تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وتعتبر من أهم وأقدم الكنائس التي لاتزال قائمة في المنطقة. والثانية: تعود إلى القرن السادس الميلادي.

في الموقع واجهة مميزة لمعبد في شمالي الكنيسة من القرن الرابع، وهي واجهة بناء لم يبق منها سوى نجفة ضخمة، تحوي رسما للشمس والقمر، وقد أحاط بهما من كل جانب رأس ثور وحلقة دائرية قد تمثل الأرض أو إكليل زهر، وعلى الحجرين اللذين يحملان نجفة الباب نقشان لإنسانين رسما بشكل مبسط يعبران عن طقوس وثنية معينة. وقد يكون هذا المدخل تابعا لمعبد وثني من القرن الثالث الميلادي

ذوق كبير

تقع هذه القرية إلى الشرق من خراب شمس، بنى الأهالي دورهم بين المباني الأثرية. وإلى الغرب منها بـ /3/كم توجد قرية كباشين ، فيها بقايا جدران كنيسة وأعمدة ومدافن وآبار محفورة في الصخر تعود إلى العهدين الروماني والبيزنطي.

فافرتين

قرية صغيرة من قرى جبل ليلون. كانت قديما على جانبي الطريق الروماني القديم المار من جبل سمعان إلى حلب، "المعبد حاليا". تقوم هذه القرية وسط منطقة آثار واسعة، اكتشفت فيها كنيسة قديمة، تعود إلى عام 372م، وتعتبر اقدم كنيسة مؤرخة في سوريا، ومن أقدمها في العالم إضافة إلى بقايا مبنى سكني ومقبرة ومدافن.

تبعد فافرتين عن مدينة عفرين 23كم باتجاه الجنوب، و7كم شرقي قلعة سمعان.

برجكه سليمان

قرية صغيرة، فيها برج يتألف من أربع طبقات، وكنيسة تعود إلى القرن السادس للميلاد، إضافة إلى فيلات من الفترة الرومانية، وبعض الغرف المحفورة في الصخر، كانت تستعمل اصطبلات أو مخازن للقمح يومها.

باصوفان

تقع على بعد /3/كم من الجهة الشرقية الشمالية لقلعة سمعان، و 19كم جنوبي مدينة عفرين. فيها خرائب لأبنية قديمة؛ تضم حصنا صغيرا، وكنيسة يعود تاريخ بنائها إلى 491م، ومدافن وصهاريج منقورة في الصخر، وسوق، وكذلك معاصر للزيوت والخمور. يسكنها حاليا الإيزدية.

فيها أحجار بناء ضخمة ومدافن وآبار منقورة في الصخر تعود إلى العهد الروماني.

برج حيدر

قرية مبنية وسط خرائب قديمة، في شمالي شرقي باسوفان /3/كم، فيها كنيسة صغيرة يعود بناؤها إلى القرن الرابع للميلاد " بين سنوات 340 352م". وهناك كنيستان، ودير لسكن الرهبان، وبرج للعبادة يعود للناسك "العازر" ارتفاعه 11م من القرن السادس الميلادي. أما الاسم التاريخي للقرية فهو "كفركيرا". وفي جنوبها كنيسة أخرى في موقع كفرلاب.

كهف دوده رييه 

واحد من الكهوف الكثيرة المنتشرة في وادي نهر عفرين ومنطقة عفرين. يقع في منتصف الانحدار الغربي لجبل ليلون، في المنطقة الواقعة بين قريتي برج عبدالو وغزاويه، في واد يحمل نفس الاسم "دوده رييه". يبعد الكهف عن مدينة عفرين مسافة 13كم جنوبا، وعن الطريق المعبد بين قريتي برج عبدالو وغزاويه بنحو /2 /كم شرقا، وعن نهر عفرين في الغرب بمسافة /4/كم. أما ارتفاع موقعها عن سطح البحر فيبلغ 450م.

ينحدر وادي "دوده رييه" بشدة نحو الغرب، بحافتين شاهقتين. فإذا وقف المرء في منتصف الوادي، ونظر جنوبا فسيرى "على ارتفاع 100م تقريبا"، الباب الشمالي للكهف على هيئة قنطرة مطلة على الوادي من قمة المنحدر.

لكهف "دوده رييه" بابان، الأول: شمالي يشرف على الوادي، أبعاده: /8/م عرضا و/5/م ارتفاعا. والثاني: في الجهة الجنوبية، يشبه مدخنة طبيعية واسعة، متوسط قطره نحو /8/م، ومفتوح باتجاه السماء، بمستوى استواء الجبل، بحيث تتعذر مشاهدته قبل الوصول إليه. وبجانب هذا الباب فسحة ترابية منبسطة. أما عمق الكهف فيبلغ نحو 30م، وارتفاعه عند الباب الجنوبي "المدخنة" حوالي /8/م.

وكانت البعثة اليابانية السورية المشتركة قد أشارت إلى الكهف كموقع للتنقيب في عام 1988. وبدأت الأعمال فيه عام 1989. وتم العثور خلال عامين على 70 قطعة من أجزاء عظمية لإنسان "نياندرتال" من العصر الحجري القديم الأوسط. وأنهت البعثة صياغة نتاج عملها خلال تلك السنتين بتقرير نشر في اليابان سنة 1993.

كانت المفاجأة الأولى في موسم تنقيب 1993 حينما عثر المنقبون على هيكل عظمي كامل لطفل يبلغ من العمر عامين، وفي وضعية توحي بعملية دفن بدائية. وكان أكمل هيكل عظمي لإنسان نياندرتال في العالم. وقدر علماء البعثة اليابانية عمر العظام بحوالي 100 ألف سنة".

وبعد أن بانت هذه الأهمية الكبيرة للكهف، وضعت البعثة اليابانية أبوابا حديدية للكهف، واعتبر موقعا أثريا نادرا وبالغ الأهمية ليسس في سوريا فحسب، بل في العالم أيضا.

إعداد الدكتور : محمد عبدو علي

 تنفيذ : لقمان عفرين / لقمان شمو كالو

  HOME   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE