www.lokmanafrin.com

 

  المزارات الدينية

عندما تعرف الإنسان الأول على ذاته واكتشف بيئته وتأمل في محيطه، رأى مئات الأمور العجيبة؛ الممتعة منها والمخيفة، المفيدة منها والضارة، تحدث في الطبيعة أمام بصره، دون أن يرى بعينه المجردة أحداً يخلقها أو يقوم بها.

وبمرور الزمن، وهو يتأمل في الظواهر المتناقضة الكثيرة، مثل ظهور الشمس والقمر وغروبهما، هطول المطر والثلج، حدوث البرق والرعد، السيول الجارفة والفيضانات العنيفة، النيران القوية، المياه العذبة والمالحة، الخصب والجدب، ومختلف أوجه الحياة والكون… اعتقد أنه لابد من وجود قوى تصنع تلك الأمور كلها، وما تلك الحوادث إلا إحدى مظاهرها وتجليات إرادتها. وربما كان بين تلك القوى ذاتها حروب وصراعات أيضا. فأطلق على تلك القوى الخفية الجبارة التي تتحكم في الطبيعة اسم "الآلهة".

كان عدد تلك الآلهة كبيرا في البداية حسب اعتقاد الإنسان، ولكل منها وظائفها، وسماها بأسماء مختلفة، كإله الشمس، وإله القمر، وإله البرق والرعد، وإله المطر، وإله السماء، وإله الخصب… الخ.

فقد كشفت الحفريات التي تعود إلى العصور الغابرة، أسماء العشرات من تلك الآلهة التي بجَّلها الإنسان القديم، حتى أصبح لكل شعب أو إقليم أو مدينة، إله أو أكثر. إلى أن استقر الرأي في عصور متأخرة من قبل النبي "زرادشت" على وجود إله واحد أحد خالق لكل شيء، مسيطر على الأرض والسماء وما بينهما. ثم شاء الإله الأوحد أن يخلق ملائكة، تنفذ أوامره في شؤون الخلائق، وتتصرف في الطبيعة والكون بمشيئته، فهو إله خالق لكل شيء، ولم يخلقه أحد، وقد أطلق عليه الأكراد اسم خودى، والمعنى الحرفي للاسم هو: "الذي أعطى نفسه"، أو لم يخلقه أحد. ولكن حسب اعتقاد شيخنا الجليل (ابراهيم خليل عيسى)، فإن أصل الاسم هو خودان (المالك أو صاحب الشيء) وهذا يتفق مع التفسير العلمي لوجود الله تعالى. وغالبا ما يحذف حرف النون في العامية من نهاية الكلمات. واعتقد أن هذا هو الرأي الصائب.

 

إعداد و تنفيذ :

د.محمدعبدو

 لقمان عفرين / لقمان شمو كالو

  HOME   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE