يعتبر الناس في منطقة عفرين "كالي تيرو" أو "وادي
النشاب" مكاناً مقدساً وله احترام خاص لأنّ
المجاهدين العفرينيين قدموا في بطونه وعلى مشارفه
ملاحم من البطولة والعزة لا يمكن
نسيانها في وجه المستعمرين الفرنسيين منذ أن وطئت
أقدامهم أرض سورية.
في بداية دخول الفرنسيين إلى منطقة عفرين التف العديد
من الرجال حول
سيدو ديكو وهو من الشخصيات البارزة والمعروفة حيث ما
زالت تروى عنه حكايات ونوادر
حول الجرأة والشجاعة.
قاد سيدو ديكو
جزءاً من المقاومة في المنطقة حيث جرت بين رجاله
والجنود الفرنسيين معارك واشتباكات
عديدة ومن أهم تلك المعارك معركة
"كالي تيرو" أو "وادي النشاب"
التي جرت في العام
1921م
حيث تمكن "سيدو آغا ديكو" و"أحمد روطو" و"أصلان آغا"
ومقاتلوهم من قطع السكة
الحديدية في ذلك الوادي فتدهور القطار المحمل بالجنود
الفرنسيين حيث وقعوا جميعهم
بين قتيل وأسير وجريح.
في ربيع العام 1920 عقد اجتماع حاشد لوجهاء "منطقة
عفرين" بالقرب
من "وادي تيران" القريب من قرية "بعدنلي" التابعة
لناحية "راجو" تداول فيه
المجتمعون كيفية مقاومة الفرنسيين فقسموا المنطقة إلى
وحدات عشائرية

تدافع كل عشيرة عن موقع محدد لها فمثلاً
أُسندت لعشيرة " الشيخان" مهمة تعطيل جسر "هره دره" في
حال دخول الجيش الفرنسي
بالقطار، كما أُسندت مهمة العمليات العسكرية في
"كالي تيرو"
إلى " ايبش حسن ايبش
"
نظراً لمرور سكة الحديد القادمة من تركيا عبر هذا
الوادي
,
بينما كان المجتمعون منهمكون في توزيع المهمات تفاجئوا
بصفارة القطار تخترق أسماعهم فسرعان ما استنفر الجميع
وانتشروا على طرفي "وادي
تيران" وعندما وصل القطار إلى مرمى أسلحتهم أمطروه
بوابل من نيرانهم وتمكنوا من قتل
جنديين فرنسيين كما اغتنموا بعض الأسلحة والعتاد ثم
عادوا إلى قراهم بعد أن خيم
الظلام على الوادي الذي شهد معركة "وادي تيران" الأولى.