حقق "مشروع ري عفرين" الكثير من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للفلاحين وأسرهم وجعلهم يلعبون دوراً هاماً في الاقتصاد الزراعي في المحافظة

حول أهمية هذا المشروع تحدث المزارع "محمد أحمد" من قرية "مسكة"– "جنديرس" قائلاً: « لقد حقق "مشروع ري عفرين" منذ وضعه بالاستثمار قبل حوالي 5 سنوات فوائد كثيرة لنا في المنطقة وفي عدة مجالات، ففي المجال الاقتصادي ساهم بزيادة مداخيلنا المالية بسبب زيادة إنتاجنا من المحاصيل المختلفة وفي مقدمتها محصول الزيتون الذي يغطي أكثر من 75% من مجمل مساحة المنطقة الزراعية.

قبل وصول المياه إلى حقولنا التي تبعد عن بحيرة 17 نيسان بحوالي 40كم كانت ثمار الزيتون وخاصة خلال شهري آب وأيلول تعاني من /النشفان/ وكان ذلك يقلل من كمية الزيت فيها وبالتالي نقص عام في كميات الزيت المستخرجة من حباتها وهذا ما نقول عنه محلياً /انضرب الموسم/، أما بعد وصول المياه

 

 

 

 

وقيامنا بري الأشجار فقد أصبحت حباته خضراء كبيرة ملأى بالزيت وهذا ما أثر إيجاباً على كمية الإنتاج». السيد "إبراهيم إبراهيم" وهو مزارع ورئيس جمعية قرية "جوم" الفلاحية في منطقة "عفرين" قال: « "مشروع ري عفرين" له العديد من الايجابيات على الفلاحين، فقد تعددت المحاصيل وتنوعت وأصبح الفلاح العفريني يميل إلى زراعات أخرى بالإضافة إلى أشجار الزيتون التي تتميز بأنها تحمل الثمار مرة واحدة خلال سنتين وهذا يعني أنّ على المزارع أن ينتظر سنتين للحصول على موسم واحد بينما حالياً أصبح يزرع الشوندر السكري والقطن والتبغ والخضار والأشجار المثمرة وغيرها سواء في الأراضي الخالية أو حتى ضمن المساحات المزروعة بأشجار الزيتون التي لا تتأثر لوجود المياه الوفيرة، وهذا الأمر زاد من دخل المزارع وعزز من مساهمته في اقتصاد المحافظة والقطر.
كما ساهم المشروع بعودة الكثير من سكان المنطقة وخاصّةً الشباب منهم والذين هجروا إلى المدن الكبرى كحلب ودمشق وغيرها بحثاً عن عمل فمشروع الري خلق المئات من فرص العمل في المنطقة وأوجد العشرات من المشاريع الصغيرة فيها كمشاريع زراعة القرع أو البصل وغيرها من قبل الشباب».

وأخيراً تحدث المهندس " أحمد الخلف " رئيس مركز الموارد المائية في "عفرين" الذي حدثنا عن المشروع بالقول: «تم البدء بإنشاء سد 17 نيسان في قرية "ميدانكي" في العام 1991 وتم تدشينه في العام 2004، إضافةً إلى المشاريع الفرعية /قنوات الري/ التي بدئ بتنفيذها في العام 1996 وتم الانتهاء منها في العام 2006 لتدخل قيد الاستثمار.

يبلغ طول القناة الرئيسية 29 كم وتمتد من سد 17 نيسان وحتى قرية " تل حمو" في ناحية "جنديرس" بينما يبلغ طول القنوات الفرعية حوالي 95 كم تتخللها منشآت مائية وسيفونات وجسور وأقنية مطمورة و3 أنفاق في القناة الرئيسية ».

وحول الهدف من المشروع قال: «هدف المشروع هو تخزين مياه "نهر عفرين" في سد 17 نيسان في قرية "ميدانكي" بحجم 190 مليون متر مكعب تخزين نظامي لتُستخدم هذه المياه في ري مساحة إجمالية من الأراضي تقدر 31263 هكتار في منطقة "عفرين" ونتيجة تزويد مدينتي "عفرين" و"إعزاز" بمياه الشرب بحوالي 15 مليون متر مكعب سنوياً فقد تم اختصار مساحة الري لتصبح 21091 هكتار وبمساحة صافية تبلغ 18463 هكتار.

إنّ نسبة المحاصيل الرئيسية في "مشروع ري عفرين" بحسب إحصائية دائرة زراعة "عفرين" هي: ري أشجار الزيتون بنسبة 50% من المساحات المروية، ري الأشجار المثمرة بنسبة 25% من المساحات المروية، ري المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والقطن والشوندر والبطيخ والخضار وغيرها بنسبة 25% من المساحات المروية».

وحول أهمية المشروع قال: « كما قلت فإنّ المساحة التي ترويها مياه المشروع تبلغ حوالي 18500 هكتار تتوزع على 80 قرية في المنطقة ويقدر عدد الفلاحين المستفيدين من المشروع بنحو 8000 مزارع وأسرهم.

لا شك بأنّ المشروع أدى إلى تغيير جذري في الواقع الاقتصادي والاجتماعي لأهالي المنطقة نحو مستقبل أفضل، فسقاية المحاصيل أدى إلى زيادة في الإنتاج الزراعي وبالتالي زيادة في مداخيل الفلاحين المالية، كما ساهم المشروع في تشغيل اليد العاملة في المنطقة بشكل كبير وهذا ما أدى إلى حدوث هجرات عكسية من المدن نحو الريف وبالتالي حصول استقرار اجتماعي للمواطنين، يُضاف إلى ذلك فقد أمّن المشروع كما قلت مياه الشرب لمدينتي "إعزاز" و"عفرين".

وهناك فائدة أخرى للمزارعين حققها لهم المشروع وأود ذكرها هنا وهي أنّ قيمة إيجار هكتار الأرض قبل انجاز المشروع كانت تبلغ بين 15 -20 ألف ليرة

سورية أما بعد وصول مياه المشروع فقد ارتفع ليبلغ حوالي 75 ألف ليرة سورية وهذه فائدة أخرى للمزارعين الذين يرغبون بإيجار أراضيهم للغير لزراعتها».

وختم السيد رئيس مركز الموارد المائية بعفرين قائلاً: « بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع /السد والمشاريع الملحقة به/ حوالي 6 مليارات ليرة سورية، والجدير بالذكر أنّ موسم الري يبدأ من الشهر الرابع من كل عام وينتهي في الشهر التاسع ويدفع المزارع رسوماً رمزية لقاء سقاية أراضيه والتي تبلغ 3500 ليرة سورية مقابل كل هكتار من أرضه وهذا مبلغ رمزي وضئيل ».




الصحفي نضال يوسف

2011/10/3

E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2011 . All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE