* خفافيش الظلام تبدد مظاهر الفرح والهناء

* وعلى مدى عقود ، ومنذ تكوينها لم تشهد قرية مسكة فوقاني أية حادثة قتل ، ربما من منازعات بين الإخوة ، بين المعارف ، بين العائلات المكونة للقرية ، لكن الأمر لم يكن ليتطور إلى مرحلة إزهاق الروح ، لشيء واحد يقنتع الكل به ، ألا وهو أن ضرورة العيش تتطلب من الجميع تسامحاً وصفحاً ، تآلفاً وتعاوناً في الأتراح والأفراح . مكونات القرية هي عوائل : راشكي جندو ــ حسكة ــ بريم ــ أيوب ــ حاساني ــ خوجة ــ مستي ــ عالـّلي . كل العائلات السابقة منفتحة على بعضها ، خلا عائلة بيت / عالـلي / حيث انزوى أربابها بأنفسهم ، وجهلهم لم يمكنهم من إيجاد سبل تواصل مع الآخرين ، بيتان هما مكونات تلك العائلة ، بيت العائلة حيث سكنه الجد ويسكنه اليوم ديكو بعد وفاة أمه وأبيه وأخيه رشيد ، وبيت حسي عاللي المحاذي لبيت راشكي جندو. خلاف على تخوم أرض في موقع يسمى ( كيفيني ) ، استوجب تدخل لجنة مشكلة من وجهاء القرية ، حضر أعضاء اللجنة والمرحوم أسعد وأخوه مصطفى وعمهما وحسين ابن حسي عاللي إلى موقع الأرض، بدأت اللجنة بالتحكيم ، حيث نطقت
 

 

 

 

   بالحكم لصالح المغدورين ، لزم حسين الصمت إزاء الحكم ، ترك اللجنة وذهب لمسافة قريبة حيث أخوه بالانتظار، أخذ منه سلاح الـ * بومبكشن * وجاء إلى حيث اللجنة يصرخ بهم أن يبتعدوا ، صوب سلاحه فأصابت الطلقات المرحوم * أسعد * ومن ثم أصيب أخوه * مصطفى * وقد أراد إصابة العم حسن جندو ، لكن أعضاء اللجنة غطوا عليه وتواروا به عن الأنظار ، تقدم القاتل نحو مصطفى وهو ملقى على الأرض مخاطباً إياه : ها ، هل أعجبك فعلي ، هل تريد أن أجهز عليك ، أومأ له مصطفى برأسه وخاطبه : إذهب ، هذه هي الأرض ، خذها كلها ، إنها لك هبة مني ، ركله القاتل برجله ومضى . توجه القاتل مع أخيه بالدراجة النارية إلى * خالطان * حيث اشتريا البينزين ومنها إلى جهة مجهولة . إصابة أسعد كانت في الرأس حيث اخترق الـ * بيلما * دماغه ، ورغم ذلك تم نقله مع أخيه مصطفى إلى مشفى آفرين ، تأكد الأطباء من وفاة أسعد فأعيد ليلاً إلى قريته ، وأما أخوه مصطفى فقد كانت إصابته في الأمعاء ، حيث أجريت له عملية استغرقت ست ساعات ، استفاق بعدها من الغيبوبة . دفن أسعد صبيحة يوم الاثنين 24 شباط 2014م ، توفي أخوه مصطفى متأثراً بجراحه ظهيرة يوم الثلاثاء 25 شباط ، نقلت الجثة إلى القرية ، دفن صبيحة الأربعاء 26 شباط 2014م إلى جانب أخيه أسعد . يا للهول ويا لمشيئة الله ، يبدوا أن الحزن سيظل مخيماً على عائلة * راشكي جندو * وعائلة * حمدو * ففي السنتين الماضيتين وإلى اليوم ، تراصفت وتلاصقت قبور عديدة ، يبدوا بأن المرحومة فهيمة راشكي قد اشتاقت إلى أحبابها ، خليل حمدو ، زينب حمدو ، شكري جندو ، أسعد جندو ، مصطفى جندو ، فقاسمتهم الثرى !!! . حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

صلاح الدين عيسى ــ تركيا ــ إزمير

إدارة موقع لقمان عفرين / لقمان شمو كالو




E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2014 . All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE