عشيرة روباري ( الكردية ) Robarî

 

في عام 1607 قتل علي بك ابن جان پولات بك بعد فشل ثورته على الدولة
العثمانية، وكان آخر أمراء الأسرة المندية الكردية أصحاب إمارة كلس. بعد مقتل
علي بك، أصبح حكام كلس يعينون من قبل الباب العالي في استنبول، فأرسلت
السلطات العثمانية كرديا كان ذا مكانة عالية في استنبول ليحكم هذه الإمارة
الكردية، ينتمي إلى عشيرة "برواري" من فرع "روباري"( 3 ) أو "أورباللي" حسب التسمية العثمانية. وبرواري من العشائر الكردية في هكاري

 

 

 

 

يقول الروباريون: إن أول جد لهم كان اسمه محمد باشا روباري، ويحمل لقب "نقيب الأشراف- باي بك"، جاء من استنبول منذ حوالي ثلاثة أو أربعة قرون، وأصله من منطقة "سيرت" في كردستان تركيا. وهذا التاريخ يتماشى مع ما ورد في دراسة السيد [ر. ليسكو ص 18 ]، عن مجيء ذلك الروباري حاكما لكلس. ويقولون إن أحد أحفاده وهو موسى آغا بن قاسم بن محمد باشا، قد منح رتبة "باي بك" العثمانية فيما بعد.

بناء على ما ورد آنفاً، يمكن القول بأنه بعد أن عزل محمد باشا من حاكمية كلس، أو بعد وفاته، استقر أولاده وأتباعه في سهل جومه ومنطقة الروباريين الحالية على جبل ليلون، وجع لوا من قلعة باسوطه مركزا لهم، دون أن يفقدوا نفوذهم في حكم كلس.
وجاء في كتاب /تاريخ كلس ص 63 /، أنه في فترة حكم "علي آغا العاشق" لكلس بين عامي 1724 و 1736 ، أعلن إسماعيل آغا الروباري وآغا آخر من تلك النواحي يسمى "عبدين"، العصيان على حاكم كلس، مما اضطر والي حلب إلى إرسال قوة كبيرة إلى مناطق الروباريين، فقتل إسماعيل آغا الروباري وعبدين آغا، ومع ذلك بقي الروباريون أصحاب نفوذ وشبه مستقلين في مركز إدارتهم في قلعة باسوطه.

وفي عام 1150 ه/ 1737 م، جاءت جماعة كردية من نواحي منطقة قونية عرفت ب "الكنجيين"، فدخلت في نزاع مع الروباريين في سهل جومه، وسيطروا على قلعة باسوطه، وحكم زعيمهم بطال آغا كنج كلس في عام 1740 ، /تاريخ كلس، ص 64 /، ولكن الأكراد "أهالي كُرداغ" هاجموا خلالها مدينة كلس مرتين، فاقتحموها، وأسروا العديد من أهلها( 1 )، وقد تكون حركة سكان جبل الأكراد ذات
صلة بالصراع بين الروباريين والكنجيين. واضطر الروباريون في النهاية إلى الخروج من سهل جومه والصعود إلى جبل ليلون، والاستقرار في منطقتهم الحالية القريبة من كلس.
وقد يكون العكس هو الصحيح، أي أن منطقة روباري الحالية كانت مكان سكنهم الأول، بعد إبعادهم من حكم إمارة كلس فعادوا إليها من جديد. بدليل وجود دار قديمة في قرية باصلحايا Basilę مسكونة الآن من قبل السيد "خليل نبو" منقوش على واجهتها "دار خليل آغا 1200 ه/ 1786 م"، وهو يوافق زمن تلك الصراعات القبلية.

وأقام زعماء الروباريين في قرى أبين– عيسى آغا وCilbirę موسى آغا و Basilę ،Xurębkę كما بقي بعضهم في مدينة كلس ذاتها.

يستنتج من سير الأحداث أنه بعد مقتل بطال آغا الثاني في عام 1832 وانتهاء حكم الكنجيين في سهل جومه، تنفس الروباريون الصعداء، وخلت لهم الساحة مجددا، واتسع نفوذهم مرة أخرى ليشمل مناطق شيروان في جبل ليلون، والقرى العربية مثل نبل ودير جمال وتنب وتل رفعت حتى نهر قويق شرقا. كما عادوا إلى سهل جومه، وساد الهدوء علاقاتهم مع الجماعات المجاورة والسلطات
العثمانية حتى انهيارها في الحرب العالمية الأولى. وفي فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، وقف الروباريون في صف النضال الوطني السوري، وتعامل زعماؤهم مع حزب الكتلة الوطنية وحركة المريدين.
وبعد الاستقلال، عمل الروباريون في السياسة، وانضموا إلى الأحزاب السورية الناشئة؛ فكان منهم الشيوعيون والبعثيون، كما انضم بعض أفرادهم إلى صفوف الحركة الديمقراطية الكردية.
وبشكل عام حافظ الروباريون على هويتهم القومية وعلى لغتهم، على الرغم من أنهم محاطون بمناطق عربية من الشرق والجنوب. ويعتبرون حاليا جزءا حيويا من المجتمع الكردي في ج. الكرد، وغالبيتهم يقيمون في قراهم، ومرتبطون بأملاكهم وأراضيهم. وتأثر فقراؤهم في العقدين الأخيرين بالأوضاع المعيشية الصعبة، فهاجر قسم كبير منهم إلى حلب، واستقروا فيها، وخاصة من قرية أبين .Bęnę

يقطن الروباريون المنطقة المعروفة باسمهم Çiyayę Robariya وقراهم هي: جلبل ،Cilbirę باصلحايا ،Bęnę ،Basilę زريقات، خريبكة، كشتعار، ،Zaretę ديرمشمش، إضافة إلى كفربطرة وجومكي Cűmkę وكرسانة Kersanę في سهل جومه، كما توجد عدة عائلات منهم في قرية جلمه ولهم وجود هام في مدينة عفرين نفسها.

والروباريون مسلمون حنفيون علاقاتهم طبيعية دائما مع المذاهب والأديان الأخرى في المنطقة.

زعماء روباري:

ظهرت الزعامة الروبارية الجديدة لآل غباري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بعد أن سيطر أجد ادآغوات روباري الحاليين على أراض زراعية واسعة على جبل ليلون وسهل جومه. كما كانت لهم سلطة معنوية على القرى الإيزدية في جبل شيروان البالغة 17 قرية، إضافة إلى بعض قرى جومه، مثل ترندة وكورزيل جومه وعيندارا وجومكه، والقرى العربية إلى الشرق والجنوب الشرقي من منطقتهم. ومن زعمائهم المعروفين في أوائل القرن العشرين: مصطفى آغا ثم ابنه محمد آغا في قرية ابين، وعثمان آغا وابنه عارف، وعزت قاسم آغا في جلبل.
احتفظ آل غباري، في فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا بمكانتهم الاجتماعية السابقة في النسيج العشائري للمنطقة، وبنفوذهم على جوارهم. أما من الناحية السياسية فقد اتخذوا الجانب الوطني المناهض للأجنبي، فأقاموا صلات مع حزب الكتلة الوطنية، وأسس أحد زعمائهم محمد عارف غباري والد عثمان آغا فرعا لحزب الكتلة في منطقة عفرين، وأصبح رئيسا له، فاعتقل مراراً من قبل السلطات الفرنسية، لعلاقاته الوثيقة مع سعد الله جابري، ومع حركة المريدين أيضاً.

انتخب محمد عارف غباري عضوا في البرلمان السوري عام 1947 . أما أخوه محمد ذهني غباري، فقد أصبح عضوا في برلمان الإقليم السوري أثناء الوحدة السورية المصرية عام 1958 إلى 1961 . وأصبح المحامي عصمت غباري "وهو ابن سعيد آغا شقيق محمد عارف" عضوا في مجلس الشعب في سوريا عام 1973 ولأربع دورات متتالية حتى عام 1990 ، ثم حل محله في
عضوية المجلس الروباري السيد عبد الحميد غباري؛ العميد السابق في الجيش السوري.
عاملت الدولة آل غباري بعد الاستقلال معاملة متميزة بالنسبة إلى باقي آغوات المنطقة، خاصة من حهة التطوع في الجيش، إذ لديهم العديد من الضباط بمراتب مختلفة حتى رتبة العميد، وهي حالة استثنائية بالنسبة للأكراد بالتطوع في صفوف الضباط. وبصورة عامة فإن علاقة آل غباري كانت جيدة على الدوام مع مختلف الأنظمة والحكومات السورية، وهم يحافظون عليها دائما، ويحرصون على تنميتها.
وزعيم آل غباري الحالي هو عثمان آغا غباري، الذي أصبح عضوا في مجلس محافظة حلب عن منطقة عفرين عدة دورات.

وآل غباري في غالبيتهم مزارعون، واهتموا مؤخرا بتعليم أولادهم، فمنهم المحامون والأطباء والمهندسون والصحفيون، ويعتبر الدكتور عبد المجيد شيخو ثاني كردي من منطقة عفرين ينال درجة دكتوراه في الصحافة، بعد د. حسين حبش من قرية چقماق.
أما حول سبب تحول اسم روباري إلى غباري، فلم نتلق أي تفسير مفيد من الروباريين، إلا أنني أعتقد أن التبدل قد تم أثناء الوجود الفرنسي في سوريا، الذين يلفظون حرف الراء "ر" غينا " غ " في لغتهم، فاشتهرت كتابة اسمهم في السجلات الرسمية، فتحول الاسم من روباري إلى غباري. وروبار هو النهر في الكردية.
ولايزال آل غباري يحتفظون ببعض عاد اتهم العشائرية القديمة: فإن مناسباتهم الاجتماعية كالتعازي والأعياد والمناسبات العائلية، يجتمعون في مضافتهم الموجودة في قرية جلبل. وهم نادرا ما يتزوجون من خارج نطاقهم العائلي والقومي أيضاً.




د:محمد عبدو علي

إدارة موقع لقمان عفرين / لقمان شمو كالو




E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2014. All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE