Efrîn , مدينة عفرين , / 47108 ن – ( 210 م – 340 م ) / :

-         عفرين , هو اسم نهر عفرين , وقد أطلق على المدينة أيضاً بعد تأسيسها في مطلع القرن العشرين . وقد و جدنا اسم "عفرين" بصيغته الحالية ، في أربعة مصادر تاريخية من العهد الإسلامي ، وهي ]  تاريخ حلب ـ للعظيمي، صفحة أحداث سنة   478هــ / 1085م . وصبح الأعشى للقلقشندي، ص 57 . والدر المنتخب لابن الشحنة ، ص 167. ومعجم البلدان لياقوت الحموي، القسم الثاني، ص 180.  [وبذلك يكون أقدم ذكر لاسم "عفرين" بشكله الحالي يعود إلى عام 1085م. إلا أي من ذلك المصادر لم تتطرق إلى معنى اسم "عفرين" وأصله.

1 – اسم عفرين في المعاجم والمصادر العربية:

جاء في " القاموس الوسيط " ، عَفِر  و عَفَرَ : بمعنى خالطة بما يخالف لونه ، واعتَفَرَ الشيء أي خالطه بالتراب . وجاء في معجم " لسان العرب" : عِفِــرَين تعني " مأسدة " وقيل هو الأسد. وقيل لكل قوي : ليث عِفِــرَين .

أما خير الدين الأسدي فيقول : أن كلمة عفرين تعني التراب . وينقل عن الأب شلحت : بأنها تعني الغبار , / ج5 , ص 413 / , ويتساءل عبد الله الحلو حول ذلك ( هــ لـ كانت المنطقة المميزة بكثرة غبارها حتى سميت بذلك , الواقع أنه لا يوجد إلا هذا التفسير ) , / ص 396 / . ولكن يبدو أن السيد الحلو ليس على علم بأن م.عفرين غنية بالمياه وحراجية ولايثار فيها الغبار إلا نادراً .lokmanafrin.com

2 – عفرين في النصوص الآشورية واليونانية :

جاء في نص آشوري يعود إلى سنة 876 ق.م , ( أن نهر Aprie يروي سهل باتن Patin ) . كما ذكر المؤرخ اليوناني الشهير" سترابون " اسم نهر عفرين بنفس الصيغة " آبريه " Aprie في القرن الأول قبل الميلاد .

وقد أجمع المؤرخون على أن أصل كلمة Apre هي من اللغة الليسنية Licien وهي أحدى اللغات الهند أوربية القديمة في الأناضول , وشكل الكلمة الأساسي هو :  Epleوكما نعلم فإن الجذر Ap- في اللغات الآرية القديمة ومنها الكردية تعني الماء . والأكراد حسب لهجاتهم يبدلون الحرف p بـ v  فتصبح  Av . وقد بقيت الكلمة في شبه القارة الهندية على شكلها القديم من حيث اللفظ والمعنى ولم تتبدل وهي تدل على " الماء " , وتلفظ على شكل  Ab  أو Ap , كاسم " بنجاب " الذي يتألف من مقطيعين : Pênc خمسة , Ap ماء . ونظراً لعدم وجود حرف P  في اللغة العربية , فهو يستبدل بالحرف " ف " مثلما يستبدل حرف الألف بحرف " ع " , وبذلك يصبح المقطع الأول تلك الكلمة على شكل " عف " بدلاً من –Ap  .lokmanafrin.com

أما المقطع re – فهو المقطع الأول من الكلمة الكردية القديمة " روْينْ " Riwîn  بمعنى " اللون الأحمر الترابي " . فيقال Bizina rwîn العنزة ذات اللون الأحمر الترابي , أو ذات الأذن الأحمر الترابي , ويقال أيضاً Ava riwîn المياه ذات الترابي , أو ذات الأذن الأحمر الترابي , وبدمج الكلمتين : ماء Av  واللون الترابي  Riwîn  , يتشكل اسم الجديد هو Avariwîn أو  Avriwîn" آفا روْين أو آفروين " , وكما يلاحظ فهو يكاد يكون مطابقا من حيث الصيغة من كلمة " عفرين " , وتعني المياه ذات اللون الأحمر الترابي , وهذه صفة معروفة لمياه نهر عفرين أثناء فيضاناته الكثيرة.

ولا يزال المسنون من سكان المنطقة في القرى الشمالية يلفظون اسم عفرين بشكل " عَفْرانْ " , وهي كلمة تشير إلى بقايا الأعشاب والأشجار والزبد الترابي اللون التي تطفو على صفحة النهر أثناء فيضانه .lokmanafrin.com

أما إذا أخذنا الجذر أو بمعناه الكردي الأخر أي " مجرى " , مسيل , طريق , فيسكون الاسم الكامل بمعنى " كجري الماء " أو " مسيل الماء " .

 3 – آفرين Afirîn : وهي كلمة كردية بمعنى الخلق والعطاء . ونهر عفرين بمياهه المتدفقة , كان ولا يزال مبعثاً للحياة ومنبعاً للعطاء , وتنتشر على أطرافه مئات القرى العامرة مثلما تجثم على ضفافه أطلال عشرات المدن والقرى والحصون البائدة , فلا عجب أن يطلق الكرد على النهر صفة " مانح الحياة والخصب  " Afirîn , مثلما يسمون المرأة " آفره ت " Afiret  أي مبدعة الحياة .

 وهكذا , فأياً كان معنى الاسم ومصدره , فقد كان لأسلاف الأكراد من الهوريين , ومن بعدهم الحثيين والميديين وجود دائم في مناطق طوروس في فترة ماقبل الميلاد وما بعدها أيضاً . وتنتشر على ضفاف نهر عفرين حالياً من منبعه إلى مصبه مئات القرى الكردية العامرة , فقد كان الكرد وأسلافهم القدماء , سكان دائمون لكامل حوض نهر عفرين , ويعرف النهر بهم سواءً أكان اسمه Aprie أو عفرين أو آفرين Afirîn . ولكن ورغم كل ذلك , تبقى معرفة أصل بعض الأسماء القديمة ومصدرها مسألة في غاية الصعوبة .

-         تشير المصادر إلى أنه في العهد الروماني , كان يمر من موقع مدينة عفرين طريق روماني معبد " سريع " . وأظهرت الحفريات على جانبي شارع طريق جنديرس , حجارة مشذبة أثرية ضخمة وجرار فخارية كبيرة , مما يدل على استيطان قديم في الموقع . وكانت تستخدم قديماً من قبل السكان بدلالة القطع النقدية المعدنية التي كانت تظهر في أرضيتها .

-         كما تذكر كتب التاريخ , أنه في القرون الوسطى – حوالي القرن الرابع عشر للميلاد – كان في موقع المدينة جسر باسم " قيبار " . وفي أواخر العهد العثماني , كانت هنالك خانات عديدة لإيواء القوافل والمسافرين شمالي الجسر الحالي :lokmanafrin.com

تتألف مدينة عفرين من الأحياء التالية :

البلدة القديمة : بدأ العمل في إشادة الأبنية الحكومية ومكاتب الإدارة المدينة كالمخفر والسجن والسراي في العهد الفرنسي , وتم الانتهاء من بنائها بين أعوام 1925 و 1930. ثم تأسس شارع طريق جنديرس وبنيت على جانبيه دكاكين ومحلات تجارية وفندقان صغيران .

أما أوائل من سكنوا المدينة فكانوا من أكراد كرسانه وبعض الأرمن الذين كانوا يلوذون بالقوات الفرنسية اتقاء من اضطهاد العثمانيين . ثم تلاهم في إشادة دور السكن بعض آغوات المنطقة من آل غباري وشيخ إسماعيل وسيدو ميمي وأحمد خليل آغا ودوريش آغا زعيم الإيزيديين.

وبقيت عفرين بلدة صغيرة إلى أواخر عقد الستينات من القرن العشرين , وكانت دورها القليلة تنتشر على أسفل السفح الجبلي بشكل متناسق وجميل وهي في معظمها طينية حجرية ومسقوفة بالخشب .

بعد ذلك التاريخ , شهدت البلدة توسعاً عمرانياً كبيراً بسبب الهجرة المحلية الكثيفة إليها , وتشكلت أحياء كبيرة وجديدة تعرف شعبياً كالتالي :

-         حي المحمودية : في الشمال الغربي من المدينة , وينسب إلى محمود قضيب البانlokmanafrin.com

أول شخص بني دارا للسكن في أوائل عقد السبعينات من القرن العشرين.

-         حي الزيدية : في الشمال، وهو ق.زيدية القديمة، وكان يسكنها فلاحون ووكلاء تابعون لبعض العائلات الحلبية المسيحية منهم عائلة جوزيف خوام التي كانت قد وضعت يدها بمساعدة القنصليات الأوروبية و الفرنسيين على السهل إلى قمة مرتفع  Xemrevîn. وسكان هذا الحي خليط من الأكراد وبعض العرب والقرباط. أما الاسم فهو نسبة إلى مزار "شيخ زيد" الموجود داخل مقبرة الزيدية على قمة المرتفع .

-         حي الأشرفية : في الشرق، حي جديد يقع شرقي النهر على هضبة Empêlk  البركانية الموازية لمجرى نهر عفرين . تأسس هذا الحي في نهاية عقد الستينات من القرن العشرين , و أول ساكينه هو Weĥîdê Aşvan " وحيد الطحان " من ق.كفربطرة , وكان قد بنى طاحونة تعمل بالديزل ودارا للسكن . والأشرفية الحالية حي كبير تنتشر دوره المتواضعة على كامل السفح الغربي لمرتفع Empêlkê. ويسكنه خاصة المهاجرون من قرى المنطقة ويعمل لـ معظمهم في العمالة الزراعية, ويعتبر هذا الحي حزام الفقر لمدينة عفرين.

-         حي قراج كَنجو Taxa Qeracî Gênco : في الجنوب الغربي من المدينة على القسم الجنوبي من تلك الهضبة البركانية , وينسب الحي إلى مالك الأرض " كنجو فيو " , ويسميه البعض حالياً " حي طريق ترنده " لوقوعه على طريق ق.ترنده القديم . و أول من بنى دارا للسكن هنالك كان الطبال " هوريك " في حوالي عام 1970. تنتشر منازل هذا الحي على السفح الغربي المواجهة لنهر عفرين, آخذاً امتدادا شمالياً جنوبياً وصولاُ إلى ق.ترنده التي ضمنت هي الأخرى إلى الحدود الإدارية لمدينة عفرين.

-         حي البوبنة : شارع صغير يحاذي الضفة الغربية لنهر عفرين عند وصوله إلى المدينة. معظم سكانه من العرب البوبنه , وكان موقعه سوقاً للماشية .

-         حي الاوتستراد : يقع غربي المدينة , وهو حي حديث أبنيته طابقية وجميلة .

مدينة عفرين حاضرة جبل الكرد , والمركز الرئيسي لنشاطها الاقتصادي والاجتماعي والإداري. وهي تتمتع بموقع الجغرافي السوري بأنها أجمل المدن الصغيرة في سوريا.

وقد بدأت حركة بناء هامة في مدينة عفرين في العقد الأخير من القرن العشرين , فارتفعت فيها الأبنية الطابقية , وأنشأت العديد من المحال التجارية الجيدة والمتنوعة. وفيها سوق التجارية يومية للمنتجات الزراعية والحيوانية , إضافة إلى الأربعاء الأسبوعي وسوق آخر لبيع وشراء الماشية.

وتوجد في جوار المدينة معامل لتصنيع البيرين والصابون ومعاصر للزيتون وأخرى لمواد البناء وبعض المواد الغذائية, ومعمل للمشروبات الروحية يعود إنشاؤه إلى عام 1927. كما تكثر فيها ورشات النجارة والحدادة وصيانة الآلات والمركبات وغيرها.

وفيها أيضاً عشرات الأطباء والصيدليات, إضافة إلى أربع مشافي خاصة.

وبسبب استقرار عشرات الآلاف من أبناء المنطقة في حلب, توجد حركة نقل دائمة وكثيفة منها وإليها .

وقد بلغ عدد سكان مدية عفرين حسب تقديرات بلديتها في عام 2006 نحو 84000 نسمة .

 




مخطوطات الدكتور محمد عبدو علي

إعداد وتنفيذ :  لقمان شمو كالو 

www.lokmanafrin.com


  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE