العرب في جبل الكرد

ليس هناك إحصاءات رسمية عن عدد أفراد الفئات القومية التي تقطن نواحي منطقة عفرين ومنهم السكان العرب. فالإحصاء الوحيد الذي أمكننا الحصول عليه، يعود إلى الفترة العثمانية وعام 1904 تحديدا، حيث جاء في كتاب [الدليل السنوي لولاية حلب العثمانية لعام 1904 ، ص 282 ]، أن قضاء كلس، الذي كان يضم منبج وسمعان، إضافة إلى نواحي أخرى، فيه 500 خيمة بإجمالي 4000 نسمة من العشائر العربية، وهم من العميرات والمجادمة والعجيل والبطوش.ا

 

 

 

 

أما الباحث أحمد وصفي زكريا فيشير في كتابه [عشائر الشام ص 556 ]، حول العشائر العربية في قضاء جبل الأكراد: إلى أنه ليس فيه من العشائر العربية سوىفندة من العميرات القاطنة أساسا في عين العرب، وهم يقيمون في قرى باسوطه وبابليت وكوكبه وتل حمو، كما لاتخلو بقية القرى من بيوت من الأعراب المنتسبين لعشائر مختلفة، ويقول بأن عدد العميرات نحو 1000 بيت، أصبحوا فلاحين ومسجلين بالنفوس. ولايخفى أن العدد المذكور بعيد عن الحقيقة بدليل أن العدد الحالي بعد سبعين عاما من تأليف السيد وصفي لكتابه لايصل إلى ألف أسرة. يقيم حوالي نصف العرب في منطقة عفرين حاليا في ثلاث قرى كبيرة، في الجانب الشرقي لمنطقة عفرين، وهي قرى: أناب ومريمين وشوارغة (استقروا فيها منذ النصف الأول من القرن الماضي، لأنها كانت لمشايح آل عبد الحنان في بابليت).ا

ويتوزع النصف الثاني من العرب على بعض القرى في ناحيتي عفرين - المركز وجنديرس "التي يسكنها العرب والأكراد سوية". وبتقصي موضوع تاريخ وجود القسم الأخير من إخواننا العرب في ج.الكرد من بعض المسنين، تبين لنا أن قدومهم إلى المنطقة تم على عدة مراحل، وعلى هيئة أسرة واحدة أو مجموعة أسرية، على مدى عشرات السنين، ويمكن بيان تلك المراحل على النحو التالي

المرحلة الأولى : ا

كان أول القادمين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من أبناء عشيرة النعيم والجيس ثم العميرات. وقد جاؤوا بشكل توافد فردي لأصحاب المواشي سعيا وراء الكلأ والعمل، أو لأسباب اجتماعية أخرى كالنزاعات العائلية وغيرها. وقد تكرد معظم النعيم والجيس بسبب طول عهدهم مع الأكراد بطريق التزاوج وغيره، وخير مثال لذلك في قرى عرب أوشاغي ومسكة وديوان "نعيم"، وعين الحجر "جيس"، وغيرهم.ا
أما غالبية العميرات فقد حافظت على خصوصيتها العشائرية القومية لمجيئها القريب نسبيا، إلا أنهم بسبب اختلاطهم الطويل والتزاوج، أصبحوا أكثر قربا من الأكراد في العادات والتقاليد وغيرها من الأمور الاجتماعية.ا
المرحلة الثانية : ا
كان سهل جومه ممرا لمربي الماشية الموسميين من العرب الذين كانوا يتنقلون بمواشيها في سنوات الجفاف سعيا وراء الكلأ، بين مناطق سكناهم شرقي حلب والبادية الشامية، وبين سهل العمق في لواء اسكندرون.ا
ولكن بعد فصل لواء الاسكندرون عن سوريا في العقد الرابع من القرن العشرين، راحوا يترددون على منطقة ج. الكرد وسهل جومه منها خاصة، ثم فضل بعضهم البقاء في المنطقة وسهل جومه وناحية جنديرس تحديدا والإقامة فيها بصورة دائمة.ا
وفي الفترة ذاتها كانت مجموعات جديدة من الأسر العربية تقصد المنطقة للعمل لدى الآغوات، الذين كانوا يفضلون العمالة العربية على الفلاحين الأكراد؛ لافنتاعهم بأنه يمكن الاستغناء عنهم متى شاؤوا، ودون أي تعويض. وحين تطبيق قانون الإصلاح الزراعي فاستفاد من بقي منهم من القانون، واستقروا مزارعين في مكان إقامتهم.ا
وفي هذه الفترة أيضاً، لجأ إلى المنطقة بعض عرب لواء اسكندرون إثر سلخه عن الدولة السورية. ومن أبرز عائلاتهم "عجان، وقط، وحركوك…"، ويعرفون باللوائيين، وهم على المذهب العلوي، ومنهم من تسلم مسؤوليات هامة في محافظة حلب كالسيد علاء الدين عجان، الذي أصبح عضوا في قيادة فرع حزب البعث في حلب، ثم أمانة سر محافظة حلب، وله اخوة ضباط في الجيش.ا


المرحلة الثالثة :ا
كانت أثناء تطبيق قانون الإصلاح الزراعي في سوريا في ستينات القرن العشرين. حيث تم توزيع أراضي الانتفاع على عشرات الأسر العربية التي تنحدر من البادية السورية من مربي الماشية الموسميين عبر تسهيلات من لجنة التوزيع في ناحية جنديرس، فاستقروا في بعض القرى المحيطة بجنديرس، وأحوالهم الاقتصادية جيدة حالياً.ا


المرحلة الرابعة:ا
استقر قسم آخر من العرب في مدينة عفرين بعد العقد السادس من القرن العشرين، وهم من سكان قرى منطقة جبل سمعان: نبل ود ارة عزة وحيان، وسكنوا عفرين بقصد العمل والتجارة، ولهم فيها أملاك وعقارات واسعة، وأوضاعهم الاقتصادية جيدة.ا
وقد قمنا من جهتنا، بإجراء إحصاء تقريبي، لإخواننا العرب في المنطقة (من حيث العدد والأصل العشائري)، نرجوا أن نكون قد وفقنا في ذلك.ا

وبموجب إحصائنا التقديري الذي أجريناه عام 1998 ، يكون عدد أبناء القومية العربية القاطنين في المنطقة، على ضوء متوسط عدد أفراد الأسرة الريفية السورية 9107 نسمة، أي حوالي عشرة = 7 × وهو سبعة أفراد، كالتالي: 1400 أسرة آلاف فرد من إجمالي 185699 ؛ العدد الإجمالي للمقيمين الفعليين في منطقة عفرين حسب الإحصاءات الرسمية لعام 1998 ، إضافة إلى مائة أسرة عربية الأصل تقريبا موزعة بين بعض القرى، مثل هيكچه وعين الحجر، ويعتبرون حاليا
،%من المستكردين. وبذ لك تبلغ نسبة العرب إلى باقي سكان المنطقة حوالي 5 ينتمون إلى أكثر من 26 فئة ومجموعة عشائرية.ا يقيم غالبیة العرب في سهل جومه وقراها، ومعظمهم، ماعدا قرى: مريمين وأناب وشوارغة، يتكلمون بالعربية والكردية.ا
ويفد إلى المنطقة في سنوات الجفاف بعض العرب الرحل من مربي الماشية حتى بلغ عدد هؤلاء في صيف عام 2000 حوالي ثلاثة آلاف نسمة، ثم يغادرونها في آخر فصل الخريف. كما أن عدد ا غير محدود من الأسر العربية من مناطق ريف حلب، تصل أحيانا إلى عدة آلاف، يأتون سنويا للعمل في قطاف الزيتون والقطن وغيرها من الأمور الزراعية الموسمية.ا وسنتحدث هنا عن المجموعتين العشائريتين العربيتين الرئيسيتين حاليا في منطقة عفرين وهما العميرات والبوبنة.ا


العميرات
يعتقد أن اتصالهم بالمنطقة يعود إلى أواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وزعيمهم في النصف الأول من القرن العشرين، كان حمود غزال من بابليت.ا
في فترة الوجود الفرنسي في المنطقة، كان المدعو زكرا إضافة إلى كونه من عناصر الميليشيا الفرنسية، مرتبطا بشكل وثيق بنفوذ كوررشيد آغا شيخ إسماعيل زاده، قد أعلن زعامته للعميرات.ا
ثم ظهر المدعو علي تيري في زعامة العميرات، فاصطدم مع آل شيخ إسماعيل زاده، ورضخ لهم في نهاية الأمر..وليس للعميرات حاليا زعامة موحدة في المنطقة. فهناك عدة عائلات معروفة،ا مثل حسون وعرنة وقرعا وغزال… وهم يعملون في الزراعة والتجارة وتربية
الماشية، وبينهم عدد لابأس به من المتع لمين. ومن شخصياتهم المعروفة، العضو السابق في مجلس الشعب محمد علي قرعا.

 

البوبه نا

منطقتهم الأصلية ضفاف الفرات في محافظة الرقة. ويعود وجودها في منطقة عفرين إلى النصف الأول من القرن العشرين. فقد كان المدعو صالح البناوي وكيلا للسيد جوزيف خوام، مالك الحقول الزراعية بين مدينة عفرين وقرية
كفرشيل، فتجمع حوله أقرباءه، وأقام معظمهم في مدينة عفرين، بقرية زيدية أولاً، ثم بنوا دورا سكنية لهم على الضفة الغربية لنهر عفرين، وصار ذلك الحي الصغير يعرف باسمهم.ا
يعمل معظم البوبنا في تربية الماشية وخاصة البقر، كما يعم لون بالتجارة والزراعة والربا. والبوبنا مرتبطون برئيس عشيرتهم في منبج السيد "دياب الماشي". وقد ظهر بينهم مؤخرا السيد رجب السفيري كعضو دائم في مجلس مدينة عفرين. وأفراد هذه المجموعة العشائرية لايميلون إلى الاهتمام بالدراسة والتحصيل العلمي كثيرا.ا

كتاب جبل الكرد لـ الدكتور محمد عبدو علي

إدارة موقع لقمان عفرين / لقمان شمو كالو

العودة إلى صفحة قرى عفرين




E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2013 . All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE