فهم أهل نكتة وبديهة حاضرة دائما. ولذلك فإن تراجع نفوذ
الآغوات كان تحريراً
"أعتق"
جماعة الكريف من أسر ذلك الوضع السيء. وقد تبدل شكل إقامة
الأعراس والأفراح في ج.الكرد في العقود الأخيرة من القرن
العشرين ، وبدأ الاستغناء عن خدماتهم رويدا رويدا، فاضطر
قسم كبير منهم إلى الهجرة إلى مدن عفرين وجنديرس، إضافة
إلى حلب ودمشق. أما الذين بقوا منهم في المنطقة فإلى جانب
مهنتهم القديمة في دق الطبل والعزف على الزرنة، يمارسون
أعمالا يومية مختلفة. ويقدر عدد الكريف الذين لايزالون
يقطنون المنطقة حوالي ألفي نسمة، ومازال بعضهم يسكنون
مدينة عفرين، وبلدة جنديرس، وقرى كفرسفرة، وكوران، وبرجكه.
من أبرز الكريف الذين برعوا في فن العزف على آلة الزرنة
والشبابة في النصف الثاني من القرن العشرين: المدعو سلمان
وكانت إقامته الأولى في قرية ترندة، قبل أن تستدعيه
الإذاعة السورية في أوائل عقد الستينات من القرن المنصرم
كعازف على آلة
"زرنة".
والعازف الفنان حنان ناصر، وقد توفي مؤخرا، وكان من
العازفين المشهورين على كافة آلات النفخ المعروفة لدى
الأكراد، وله مكانة اجتماعية عالية بين جماعته.
على الرغم من تغير الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لهم، إلا
أن موقف الناس منهم مايزال سلبياً. وهم يتميزون بلكنة خاصة
في الحديث، وهم أصحاب نكتة وبديهة حاضرة أبدا، حتى إنه
يضرب بهم المثل في هذا المجال. وهم يتفردون تقريبا بصيد
الحيوان المسمى
"دلدل"
Kipri،
ولهم

فيه نوادر شائقة. والرجال المسنون منهم لايزالون
يلبسون لباس ج.الكرد التقليدي السروال
Şelwer،
واللفة، والقبعة المخروطية المثقوبة
Kumî qulik.
وزواج الكريف ينحصر ضمن جماعتهم، وقد فرضتها ظروفهم
الاجتماعية الخاصة.