الحوار

(كلام من ذهب)

إعداد :ابراهيم محمد حركوك

 

 تعريف الحوار

الحوار لغة: من الحوار ، وهو الرجوع.

ويتحاورون: أي يتراجعون الكلام.

الحوار أصطلاحا ً: طريقة من طرق التواصل هدفه المراجعة في الكلام للوصول إلى الصواب أو الأكثر صواباً . وفيه حجة ودليل .
والحوار نقاش وتبادل الحديث بين طرفين أو أكثر يريد كل من المتحاورين الوصول إلى أهداف ، أهمها :
1- إيصال الدعوة .
2- إثبات الصواب .
3- الوصول إلى الحقيقة . يقول الشافعي رحمه الله : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .

 

 مشروعية الحوار

يعتبر الحوار فى مفهومه العام حاجة إنسانية بشرية حتمية وتنشأ مشروعية الحوار لاختلاف أنماط التفكير وثقافات البشر و المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد عددا كبيرا من الآيات تنقل صورا للحوار بين الأطياف والأفكار المختلفة فحينا تنقل آيات القرآن حوارا بين الله عز وجل بين إبليس بعد أن عصى الله ورفض السجود لآدم، وحينا تنقل حوارات بين الأنبياء والمرسلين وأقوامهم، وحينا آخر تنقل حوارات بين الآراء المختلفة للقضية الواحدة كما هو الحال مع أصحاب السبت من بنى إسرائيل.
وعبر التاريخ البشرى وتقليب صفحاته نجد العديد من نماذج الحوارات بين أصحاب الرؤى والأفكار وبين معارضيهم أو مناقشيهم

 مسلمات هامة قبل البدأ بالحوار

1- أن الخلاف طبيعة بشرية وفى ذلك يقول الله عز وجل "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين".
2- أن
الخلاف فى الرأى هو نتيجة تباين فى الثقافات
وتراكم فى الخبرات، وهو يعكس حياة الشخص وخبراته وقناعاته على مدار سنين حياته.
3-
ليس من السهل فى الحوار الاعتراف بالخطأ والتسليم لمحاور برأيه، كون الرأى كما قلنا فى النقطة السابقة يعبر عن تراكم ثقافات وخبرات ومعارف وليس من السهل فى لحظة الاعتراف بانها أفضت لنتيجة خاطئة. كما أن النفس البشرية بطبعها لا تميل إلى الفشل لحساب الآخرين.
4-
أن جمع الناس على رأى واحد هو من المستحيلات وفقا للنقاط السابقة. وأنه حتى قضية الإيمان بوجود الخالق عز وجل هى محل اختلاف بين البشر وبالتأكيد كل قضية مهما بلغت وضوحها هى أقل من ذلك ستكون محل اختلاف بين البشر.
5- أنه
ليس بالضرورة أن يكون الحوار بين فكرتين أحدهما صحيح والأخرى خاطئة،
بل فى كثير من المواقف سيكون هناك مساحات رمادية كبيرة بين الأبيض والأسود تكون هى دوما محل الاختلاف
6- أن
الخطأ والصح أمر نسبى
فى معظم الأحيان وليس أمرا مطلقا فى كل الأحوال والقضايا.
7- ينبغى أن يدرك المتحاورون جيدا أن
اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
8- أن يعلم المتحاورن أن
الحق أبلج وأن السلعة الجيدة لا بد وأن تفرض نفسها
، فلا يدفعه حرصه على اظهار الحق إلى الاندفاع الطائش بما قد يضر بالسلعة أكثر مما يفيدها.
 

 عناصر الحوار

يتفق الحوار - كونه وسيلة من وسائل الاتصال - مع نفس عناصر عملية الاتصال وهى :

1-
المرسل وهو فى حالة الحوار الشخص الذى يقوم بعملية الحوار أو من يقوم بطرح الموضوع للحوار "المحاور"
2-
المستقبل وهو فى حالة الحوار
قد يكون دوره سلبى بالاستقبال فقط من المرسل أو أن يكون له دور إيجابى وهو أن يكون هو ذاته صاحب فكرة وبالتالى يلعب دور مستقبل ومرسل فى ذات الوقت. "المحاوَر أو المختلف أو الآخر"
3-
الرسالة وهى الموضوع محل النقاش والحوار
4-
وسيلة
إيصال الرسالة تتنوع وسيلة إيصال الرسالة بحسب نوع الحوار وشكله كما أوردناه سابقا
5-
متابعى الحوار وهم الطرف الثالث فى عملية الحوار، وهو شيئ تتميز به نوعا عملية الحوار عن عملية الاتصال، ففى الغالب يكون هناك طرف ثالث غير مشارك بشكل أساسى فى عملية الحوار ولكنه جزء أصيل منها. هذا الطرف الثالث هو الجمهور الذى يشاهد الحوار بين طرفى القضية سواء كانت فى صورة مناظرة مثلا أو ندوة حوارية أو نقاشا على المنتديات والمدونات.
وسنتناول فى الأبواب التالية بعض التفصيل حول كل عنصر من عناصر الحوار
هذه والمهارات والاحتياطات اللازمة معه .
 

 شروط الحوار

1- وجود الرؤية الواضحة عند المتحاورين (حسن الفهم).
2- أن تتصور الطريق الموصل إلى الهدف بسبله العريضة والضيقة ، والعامّة والدقيقة .
3- البعد عن الاستطراد ، فهو يعرقل الوصول إلى الهدف أو يؤخره .
4- عدم الانتقال من فكرة إلى أخرى في الحوار نفسه قبل الانتهاء من الفكرة الأولى ( الحوار الهادئ المنظم ).
5- الحفاظ على الهدف الاستراتيجي ، فينبغي أن نميز بين الهدف المرحلي والرئيسي حتى لا نضيع في متاهات تحرف عن الهدف المنشود .
6- أن يكون محاورك عالماً بأصول الحوار ، يساويك في الفهم والإدراك ، أو يقارب . يقول علي رضي الله عنه : (ما حاورني عالم إلا غلبته ، ولا جاهل إلا غلبني ).
7- البعد عن الانفعال فهو يشوش الأفكار . والبعد عن الإساءات التي تضعف الموقف وتقلبه رأساً على عقب . والبعد عن الوقوع في الاستجرار الذي يحرف عن الهدف ويضيعه .
8- النباهة والتصرف الحكيم يفيدان صاحبهما جداًحين يحدث طارئ كان في الحسبان أم لم يكن .
9- الفصاحة ،والحديث المنمق ، والدقة في طرح الفكرة ودليلِها ، والتركيز على المراد ، والاستشهاد على الفكرة بما يناسب ... كل ذلك طريقُ النجاح في أي حوار .
10- عدم التداخل في الحوار يجلي الفكرة ويجعل الحديث مفهوماً ( للمحاور أن يتحدث دون أن يُقاطع حتى ينهي فكرته في الوقت المحدد ) .
11- الاحترام وحسن الظنّ من أسس المحاورة .
12- التركيز على نِقاط الاتفاق يُعتبر عنصراً مساعداً في الحوار .
13- التركيز على نقاط الاختلاف لتجلية الصواب والخطأ .
 

 ايجابيات الحوار

1- التعرف على أسلوب دعويّ راقٍ في الحديث للوصول إلى الهدف المنشود .
2- الحوار يثري السامع والقارئ والرائي بأفكار تُطرح أمامه بالحجة والبرهان ، فيعتاد التفكير السليم ، والأسلوب القويم .
3- الحوار أثبت في النفس ، فالمتابع يشغل أكثر من حاسة في تفهم أبعاد الحوار ومراميه .
4- قد يكون الحوار بين أصلين مختلفين كالإيمان والكفر . وقد يكون في أمر واحد وفكر واحد فيه دقائق يثري المتابع ، فيعلمه الدقة فيالاستنتاج ، واللذة والإمتاع .

 أهداف الحوار

1- إيجاد حل وسط يرضي الأطراف.
2- التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى
3- البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع

الرؤى والتصورات المتاحة ، للوصول إلى نتائج أفضل وأمكن، ولو في حوادث تالية.
 

 

 آداب الحوار

 

إن الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلمية ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين . إن بعض الحوارات تنتهي قبل أن تبدأ ، وذلك لعدم التزام المتحاورين بآداب الحوار . والحوار الجيد لابد أن تكون له آداب عامة ، تكون مؤشرا لايجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وإن لم تتوافر فيه فلا داعي للدخول فيه ، وهذه الآداب تكون ملازمة للحوار نفسه ، فانعدامها يجعل الحوار عديم الفائدة . وعند الحوار ينبغي أن تكون هناك آداب لضمان استمرارية الحوار كي لا ينحرف عن الهدف الذي من أجله كان الحوار ، وحتى بعد انتهاء الحوار لابد من توافر آداب من أجل ضمان تنفيذ النتائج التي كانت ثمرة الحوار ، فكم من حوار كان ناجحا ولكن لعدم الالتزام بالآداب التي تكون بعد الحوار كانت النتائج سلبية على المتحاورين .
 

يحتاج الحوار الى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزمو بها ، لأن الحوار سينهار من قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة ، وهذه الآداب تجعل الحوار مثمرا بإذن الله عز وجل ، وتكون كالمؤشر لايجابية هذا الحوار أو سلبيته
وهذه الآداب العامة للحوار :
 
1- اخلاص المحاور( النية لله تعالى) :
اخلاص النية لله عز وجل ، وابتغاء وجهه الكريم قبل الدخول في الحوار تجعل أطراف الحوار يحرصون على تحقيق أكبر فائدة منه .

2- توفر العلم في المحاور :
قبل أن يدخل المحاور في الحوار لا بد أن يكون لديه العلم بموضوع المحاورة ، حتى في الحوار التعليمي ، فأحد الطرفين لديه العلم الكافي لدخوله في المحاورة ، والطرف الآخر يعرف شيئا على الأقل عن موضوع المحاورة ، فهو لا يأتي للمحاورة وهو خالي الذهن منه . والمحاور لا يحاور في موضوع يجهله بل لابد من أن العلم إلا إذا كان سائلا يهدف الى معرفة الحقيقة والاستفادة منها .

3- صدق المحاور:
إن توافر هذا الأدب في المتحاورين له قيمته الكبيرة في نجاح المحاور فوجود ضد هذه الصفة وهي الكذب يفقد طرفي المحاورة أمانتهم ويتطرق الشك في صدقهم ، ان اعتماد المحاور الصدق في كلامه يكسبه قوة في محاورته ، فكلما تمسك بهذ الصفة كان لهذا الأثر البليغ في إقناع محاورية بصحة دعواه وسلامة قضيته . والمحاور الصادق يجعل لكل كلمة قيمة واضحة تؤثر فيمن يتحاور أو يستمع له فكل أقواله لها وزنها ، وأما لو كان كاذبا في أقواله فإن أغلب كلامه وإن كان ظاهره الصحة فإنه لا يؤخذ به ولا تكون له قيمة عند محاوريه أو حتى المستمعين له ؛ لأنه فقد المصداقية التي كان يتمتع بها.

4- الصبر والحلم :
إن البعض يضيق صدره بسرعة في المحاورة حتى وإن كان الطرف الآخر لا يخالفه في الرأي ، وهذا أمر خطير لأنه لا يتمكن من شرح أو توضيح وجهة نظره ، فضلا على أنه لن يستطيع الدفاع عنها عند المخالفة ، ولذا يجب أن يتصف المحاور بالصبر والحلم قبل دخوله في المحاورة .
والصبر في الحوار أنواع منها :
- الصبر على الحوار ومواصلته .
- الصبر على الخصم سيئ الخلق .
- الصبر عند سخرية الخصم واستهزائه .
- الصبر على شهوة النفس في الانتصار على الخصم .
- الصبر على النفس وضبطها .

5- الرحمة :
إن من الصفات التي يتصف بها المحاور المسلم هي الرحمة ، وهي رقة القلب وعطفه ، والرحمة في الحوار لها أهمية فالمحاور حين يتصف بها تجد فيه إشفاقا على من يتحاور معه وميلا إلى إقناعه بالحسنى فهو لا يعد على خصمه الأخطاء للتشفي منه .
والرحمة في الحوار تدل على صدق نوايا وسلامة الصدر والمحاور المسلم لا تكون رحمته لمن يحب فقط بل هي شاملة لكل من يراه ، والمتحاورون لو نظر كل منهم الى من يحاوره نظرة رحمة ، تعاطف معة وسعى إلى إقناعة بكل الوسائل الممكنة . وتقبل الناس للفكرة ليس بالسهولة المتوقعة ، لأن عقول الناس مختلفة في قدرتها على الفهم ، فقد يفهم أحد الناس أمرا ما في وقت أقصر من غيره ، وبالرفق يمكن إقناع الآخرين.
والرفق بالمحاور يجعله متقبلا لما يطرح عليه من أفكار ، بل قد يرجع وبهوله عن رايه إذا بين الخطا الذي وقع فيه .ولو عومل بشدة لما استجاب ، بل سيكابر ويعاند ويصر على الخطأ والباطل الذي كان عليه ، وسيلتمس لنفسه المبرات والأعذار في إصراره على ما هو عليه من الخطأ.

6- الاحترام :
إن إختلاف وجهات النظر مهما بلغت بين المتحاورين فإن ذلك لا يمنعهم من الاحترام والتقدير ، إن الاحترام المتبادل يجعل الأطراف المتحاورة تتقبل الحق وتأخذ به ، وكل إنسان يحب أن يعامل باحترام فعلى المحاور أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ، وحتى لو كان هناك رد في الحوار فالواجب بقاء الاحترام ، فالمحاور لم يدخل الحوار الا وهو يرغب في الاستفادة ، فإن لم يستفد فعليه أن لا يفقد الاحترام والتقدير لمن يتحاور معه .

7- التواضع :
الانصاف والعدل لهما معنى واحد في هذا الأدب ، وأكثر المحاورات تفقد قيمتها عند إنعدام هذا الأدب ، فبعض المتحاورين يغفلون عن هذا الأمر ؛ بما يجعلهم لا يصلون الى ما يرجون من نتائج .
 
 

 مجالات الحوار الحضاري

المجال الديني:الحوار بين الديانات

المجال الاقتصادي:التعاون الاقتصادي بين الدول

المجال السياسي:الحوار بين التيارات السياسية

 مدى حاجتنا للحوار 

 

لكن لماذا تزداد الحاجة لآن الحوار بين الحضارات؟
والجواب على ذلك لا تخطئه العين ولا يغيب عن العقل فالبشرية تعاني من أزمات سياسية وانفجارات اجتماعية وهجرات سكانية وفجوات عميقة اقتصادية وتناقص في الموارد الطبيعية، ودمار متواصل للبيئة وارتفاع في وتيرة العنف والغلو. كما يشهد العالم تحولات كيفية غير مسبوقة خاصة في مجالات الثورة التكنولوجية الثالثة، والتي يصعب فهم تأثيرها على القيم والعلاقات والأفكار والثقافات ,دون إعمال العقل والحوار.

كما تبرز صعوبة إدراك حقيقة القواعد والعلاقات والمشاعر والبناء الاجتماعي والحدود التي تقوم عليها الحضارات، ومدى تغير دلالاتها عبر الزمان والمكان. ومدى تأثر اتجاهاتها بالضغوط الخارجية والأزمات الداخلية... وغير ذلك. كما يخشى أن يؤدي استمرار وجود الصور "النمطية" لحضارة عند أخرى إلى تغذية ضروب الكراهية الجماعية خاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها الجهالة والتعصب والخرافات، فيتحول الاختلاف إلى نزاع، وإذا نشب النزاع، فقد يتحول إلى عنف إذا لم يكن هناك حوار و"ثقافة حوار"، والتي تعلي من قيمة التسامح، وتحترم مبدأ كرامة الإنسان وحريته في الاختيار، وتقبل مبدأ التنوع والتعددية الحضارية بدلا من فرض "النموذج" والهيمنة.إذن الحوار الذي نريده بين الحضارات، حوار يحول دون استمرار الحضارات في النظر إلى بعضها البعض من خلال مرآة مكسورة.
حوار يقوم على الإيمان بوحدة الأصل البشري. وعلى مبدأ التعارف والتسامح الثقافي في مواجهة العنصرية ونفي الآخرين.
حوار يؤكد المشترك الإيجابي بين الحضارات، ويقر بأنه لا وجود "لحضارات زائفة" ويزيل ويمحو ذهنية المحاصر في عقل بعض الحضارات والحوار لا بد أن ينطلق من استعداد كل حضارة لفهم الأخرى، وتجنب إصدار أحكام مسبقة عليها، والاتفاق على إعادة صياغة صورة الآخر في إطار من التسامح، والرغبة المشتركة في بلورة قيم إنسانية، لإحداث التفاعل الحضاري، وقد تساعد في ذلك معطيات المجتمع العالمي الجديد القائم على إنتاج المعلومات وتداولها بشكل سريع وميسور وواسع يتجاوز الحدود الجغرافية للحضارات وللثقافات والحوار يعني أيضا وقف عمليات الاستيعاب والاستلحاق بين الحضارات، ويهدف إلى "عقلنة" سلوك الدول داخل هذه الحضارات، ومنع أو عرقلة استخدام الدول "للقوة" لأغراض الهيمنة,وفي الوقت نفسه فإن الحوار بين الحضارات يسهم في تثبيت السمة الرئيسية للثقافات الإنسانية وهي استجابتها للتطور والاغتناء بالتفاعل فيما بينها، كما يسهم الحوار في "عقلنة" النزاعات التي قد تنشأ أثناء تثبيت الهويات الثقافية لهذه الحضارات، أو التي تتوالد في ظروف الأزمات الاقتصادية، نتيجة حدوث احتكاكات بين أبناء الحضارات المختلفة خلال موجات الهجرات السكانية عبر حدود دوائر هذه الحضارات أو تلك النزاعات التي قد تسببها هجرات غير شرعية، وتغذيها فروق ومشكلات سياسية وعقيدية وتاريخية.
إن من فوائد الحوار وغاياته أبطال المناخات المفعمة بالمخاوف ومشاعر العنصرية والكراهية، وتوفير المناخ الملائم لتبادل الوافد النافع من الثقافة والعلم والخبرة.
إن الحوار بين الحضارة يعني أن تتبادل العلوم والمخترعات، وليس مجرد الثقافة والإعلام والآداب والفنون، وإلا كان التبادل تبادلا محدودا، ويفتح المجال للهيمنة الثقافية واحتلال العقل ومسخ الثقافات الأخرى.
إن الحوار لا يعني نسيان أو تجاهل التميز بين الحضارات، لكن العزلة عن التأثيرات الحضارية الأخرى أمر صعب مثله مثل التبعية أو الذوبان.
وهكذا فإن الدعوة للحوار، هي دعوة للتسامح والتعايش مع الآخرين، وإنكار لنزعات التفوق والسيطرة، وهي نظرة لقضايا المستقبل، وتعبير عن إرادة الحضارات المعاصرة لمعالجة هذه القضايا، وعن قناعتها بضرورة التعاون للنجاح في ذلك.

 

 المراجع:

*موقع بلاغة / *موقع عتيدة  / *منتديات زهران  / *كتاب حوار الحضارات لمحمد خاتمي
ابراهيم محمد حركوك

 

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2009/1/26

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE