" بَعْـضٌ مِـنْ طـُـقوس العيد في عفرين وقراها "

تمتلئ عفرين وقراها في وقفة العيد بالذين هجروها إلى حلب ودمشق وبقية المدن السورية ، ففي يوم الوقفة قلما يحصل المرء على مقعد في حافلة متوجهة إلى عفرين ويحدث الأمر تماماً عند انتهاء العيد حيث يزدحم كراج عفرين بجموع المسافرين إلى حلب .

في صبيحة العيد يهجر الناس  مهاجعهم مثل طيور تغادرُ أوكارها ، يهجرونها زرافات وفرادى ، منهم من يتوجه لأداء الصلاة والاستماع لخطبة الإمام ، ومن ثم يتوجه إلى مقابر دفنت فيها جثامين أعزاء لهم رحلوا عن هذه الدنيا الفانية ، وربما تكون مقبرة " زيارة حنان " من أكبر المقابر في عفرين ، لذا فإنه يرتادها  في كل عيد جماهير غفيرة تزدحم بهم المقبرة  ، فتضطر السلطات المحلية لإرسال رجال شرطة لتنظيم شؤون السير في المناطق المحيطة بها .

 

 

 

 

ومِنَ الناس من لا يؤدي الصلاة فتكون المقابر وجهتهُ الوحيدة ، كل امرئ يقف بجانب ضريحِ عزيز ٍ لهُ....  يتلوا على روحه آيات من الذكر الحكيم ، تنتهي زيارة القبور بتوزيع الحلوى والبسكويت على أرواح الأموات  .... يقفلُ زائروا المقابر مع مَـنْ أمـّـوا المساجد عائدين إلى البيوت ، ليبدؤوا  تبادل التهاني والتبريكات إما عبر الهاتف أو في زيارات يلتقون فيها على موائد المحبة والبهجة .

وأما الأطفال فإنهم في العيد أشد الناس سعادة وسروراً  ، فبعد أن أفرغوا جيوب الأهل مما حوته من دراهم أنفقت على شراء الثياب لهم ومختلف الأطعمة والأشربة ، فإن الملل قد أصابهم في انتظارهم لبزوغ فجر العيد أملاً في إطلاع ِ معارفهم وأقربائهم ورفقائهم على ثيابهم الجديدة ، ومن بعدها يَـنْـسلُّ أولئكَ الصبية  إلى الساحات والشوارع ، مهرولين ، ضاحكين ، يلهون بالمفرقعات أو تطيحُ بهم في الهواءِ أراجيحٌ نُصِّـبـَتْ خصيصاً لهذه المناسبة .

تغتص البيوت في أيام العيد بذوي القربى والجيران والأصدقاء ، ينفق أرباب البيوت كل ما في الجيب على هذه المناسبة دون تذمر أو أسف ، كونهم يفضلون الفرح يَعُمُّ في الديار أكثر من التفكير في عجز ميزانية أسرهم .

عفرين .... شبه خالية من البشر صباح عيد الفطر السعيد

       

مشاهد من مقبرة ( زيارة حنان ) صبيحة عيد الفطر السعيد

مشاهد من مقبرة (عاشقيبار) صبيحة عيد الفطر السعيد

 



 

* صلاح الدين عيسى *

salahhamdo@yahoo. COM

2010/9/10

 





 

 

 

* فرحة العـــيد تبدد غمامات الحزن والكآبة *

شهدت الأيام التي سبقت قدوم عيد الفطر تزاحماً بشرياً هائلاً في الشوارع والمخازن وأمام البسطات التي عرضت ما هب ودب من حاجيات ومستلزمات يفرضها هذا الحدث الجليل . فالناس تعيش في هذه الأيام فرحة عيد الفطر السعيد ، حيث الأطفال يملؤون  الشوارع متماسكي الأيدي ، متوجهين إما إلى الأراجيح أو مرافقين ذويهم إلى بيوت الأقارب والمعارف أو لزيارة الساحة الجميلة التي أقيمت مكان البازار القديم ، أولئك الصبية  تشع من أنفسهم بوارق الأمل وعلى أجبنتهم ترتسم علائم الفرح والحبور .

العيد في عفرين يختلف هذا العام عما سبقه من الأعوام فالبهجة قد غمرت النفوس في كل البيوت من المحمودية إلى الأشرفية ، المياه القادمة من سد ميدانكي أخذت تتدفق وبقوة من الصنابير بعد أن عانت المدينة ومنذ غابر الأزمان من شح المياه .

 اتسعت مدينة عفرين بشكل كبير والحركة التجارية فيها قد ازدادت بشكل متسارع ، فلم يعد أبناؤها  مسافرين إلى حلب لتأمين حاجياتهم حينما تطل عليهم مناسبة ما ، والسبب يكمن في  افتتاح العديد من المخازن التي تعرض الأغذية والألبسة التي تناسب أذواق السكان . الكل في أيامنا هذه يمحي السواد من الأفئدة  ، فما من أحد يود ديمومة غمامات الحزن والكآبة و لا من أحد يرفض أن تشرق الشمس على قلوب أضناها الهجر والجفاء  ، الكل ينبذ الشقاق ناشداً سبل الوصال والألفة ، فكم من جار أو قريب أو صديق فرقتهم رياح القسوة والجفاء وكم من قلوب تكدست بالضغينة والبغضاء ، كان العيد فرصة وحيدة كي تعود المياه إلى مجاريها فتعمر القلوب بوهج العطاء ودفق المحبة .

 العـــيد فرحٌ ، علينا أن نعيشه  ، فلا مفر لنا من راحة ـ  ولو لأيام قليلة ـ نخلو فيها إلى ذواتنا كي نستخرج منها  مواطن القبح ونستبدلها برياض البسمة والحبور ، فلتكن كل أيامنا عيداً ، ربما من قائل ٍ بأن أكثر من يفرح بالعيد هم الأطفال ، ولكن ، أو ليسَ الأطفال هم غدنا الذي نأمله أكثر إشراقاً وضياء ، إذاً من أجل الأطفال لا سواهم ، يتوجب علينا شحذ الهمم ونبذ الأنانية ومحو ما سبق من أخطاء ارتكبناها بحق بعضنا البعض ، البسمة في وجوه  أصحابنا وإخوتنا ومعارفنا تكسبنا محبتهم ، ناهيك عن أنها تمنحنا رضا الخالق عز وجل ، فهل من الصعوبة بمكان أن نبخل بوجوهنا المشرقة على خلاننا وأحبابنا ؟!.

ونحن إن تطرقنا إلى الأفراح في هذه الأيام لا بد لنا من التذكار بأن المدارس قد آذنت بافتتاح أبوابها في التاسع عشر من أيلول الجاري ، هي فرحة أخرى نعيشها هذا الشهر الفضيل ، الذي يبدد السواد في حياتنا فيمنحها فسحات من التفاؤل .

أعانكم الله يا أهل عفرين في تحمل مسؤولياتكم تجاه الأبناء في هذا الشهر الكريم ، وأملي كبير في أن أي جهد تبذلونه في سبيل الأبناء لا بد وأن يمنحكم في مواسم الحصاد أعظم الغلال ، وأيُّ فرح ٍ يضاهي فرحكم وأنتم ترون أبناءكم في قمم الرضا والبهجة والحبور ؟؟؟ !!!

 وأما أهلنا في بلاد الغربة فلهم نصيبهم من محبتنا التي لا تنفذ البتة ، فهم ولا شك قطعة منا ونحن وعلى الدوام نأمل وجودهم بيننا، ومن نافلة القول أن نشجعهم على العودة إلى الربوع فالوطن كبير بأبنائه ولا عزة أو كرامة للإنسان إلا بوطن يضمه بين أعطافه .

كل عام وأنتم بألف صحة وعطاء وتفان ٍ يا أبناء جِلدتي في عفرين وبلاد الغربة ، كل سنة وجميع السوريين يرفلون بأثواب الصحة والعافية ، كل عام وسورية مكتسية وشاح القوة والأمان.

 


 

* صلاح الدين عيسى *

salahhamdo@yahoo. COM

2010/9/8

إدارة الموقع: لقمان شمو كالو

E-MAIL:info@lokmanafrin.com  MOB:+963 93 2999010  FAX:+963 21 7873145

Copyright © lokmanafrin 2010 . All rights reserved.

BACK TO HOME PAGE