الكاتب أكرم خورشيد

من مواليد ناحية جنديرس يبلغ من العمر 25عاماً يعمل حالياً مدرساً للغة الإنكليزية , له منشورات على مواقع الانترنت وجريدة الحياة اللندنية

من منشوراته على موقع لقمان عفرين:

(هجرة القلوب إلى السماء)

 

* هاقد جاء الخريف بلحن الرحيل مرة ً آخرى , جاء وجلب معه ذكريات ٍ جميلة ٍ كجمال آلوان آوراقه. وأنا مازلتٌ جالسا ً على كرسيّ أستمع إلى آلحان الخلود التي مازالت تـٌعزف حتى الآن .

مضى عام ٌومازالت الأمواج تدفعني مدّا ً وجزرا ً ولازال الحنين إلى الماضي يأخذني إلى ذاك الطفل ذي الخمسة أعوام الذي مازال بذاكرته ألعاب رفاقه وعراك أولاد حارته وآصوات جيرانه .

كلما تذكرت الماضي , حزنت على الحاضر ويئستُ من المستقبل. كم من رحلة ٍ يقضيها المرء متنقلا ً بين هنا وهناك إما متعة ً أو حاجة ً.ولكن يبقى الشيء الأجمل من بين كل الأشياء على الإطلاق هي ألعاب الأطفال المكوّمة في زاوية ٍ من زوايا البكاء في ذاك البيت القديم .

* أيامنا الحلوة هي أيام طفولتنا رغم دموعها وتقلباتها المختلفة,  كلما زادت السنين في أعمارنا , كلما زادت الهموم والأعباء ومامن نفس ٍ تعرف بأي أرض ٍ تنتقل إلى جوار الملكوت الأعظم. المجد لله !! كم غريبة ٌ هي حياتنا والأكثر غرابة ً هي تغييرات النفوس بين ليلة ٍ وضحاها . فالمستقبل هو الذي يصنع والماضي هو الذي يسجل

والحاضر هو الذي يعيش محتارا ً بينهما , غير عارفٍ بما آلت إليه الأمور وبما ستؤول إليه , هكذا كنا وهكذا نكون وهكذا سنكون , كل ٌ يلعب دوره ومامن خيار ٍ في تغيير الإتجاه .

* سماتنا هي سمات حاضرنا , كيفما كانت صبغتها , اصطبغنا بها وأصبحنا كالدجاجة في القفص , لاتدري متى يحين وقت ذبحها .لاتوقعات ولا احتمالات , بل كل حدث ٍ طارئ هو الحدث الجديد وهو الخبر المفاجئ للجميع , لاشيء متوقع , كل شيءٍ يحدث بعيدا ً عن تخيلاتنا وإرادتنا , شئنا أم آبينا .

* عندما يغدو الحب فوضى والحنان بلامعنى والعاطفة مجرد كلمة ٍ تتردد على ألسنة المجردين منها وعندما نجلس بجانب شمعة ٍ نتمتم ونهمس بألغاز ٍ وكلماتٍ لانعرف مداها ولا مضامينها الحقيقية , هنا تكمن قمة الفوضى في الروح والإحساس معا ً .

معظم النهايات تكون متشابهة من حيث النتيجة رغم اختلاف الأسباب وماهو المهم هو أننا لا نتراجع عن قراراتنا وإن سببنا ألما ً لآخرين أحبونا حبا ً عميقا ًلاحدود له .

*تبدأ الحكاية بحب الفتى للفتاة الحسناء وحب الفتاة لشاب ٍ آخر وحب ذاك الشاب   لفتاةٍ آخرى والكل هكذا في دوامة ماضون , كل ُ طرف ٍ يريد بسمة ً , همسة ً من الطرف الآخر وهذا الطرف الآخر غير مكترث ٍ لشعور الطرف الأول , هكذا هي العجلة تدور وتدور وتبدأ المأسأة بنسج خيوط النهاية لكل طرف وتكون النهاية

بموت الفتى وزواج الفتاة من طرف ٍ ثالث,فلا تزوجت من أحبها ولا من أحبته هي ولكن الحب والقدر سيوصلها إليه وإن كان بالموت,نعم سيعيدها إلى من أحبها أول مرة, فلربما أحيا الموت قلبها وأحست بقلب ٍ أحبها ومات وهاهي على آبواب السماء  لاتعرف متى سيحين آجلها . رحل المُحب والحبيبة مازالت تصارع الموت ولكن المهم أن النهاية واحدة وإنها لنهاية مريرة !!

تغمد الله كل القلوب المهاجرة وأسكنها فسيح جناته.

* في إحدى أيام الربيع تسلل الحب لقلب إمرأة ٍ ما عرفت الحب قط ّ , عاشت حياة زوجة ٍ لا مُحبة , حياة ٌ مثل أغلبية نساء الكون , بيت ٌ وأولاد ٌ وزوج ٌ ومسؤوليات , فماذا يفعل القلب عندما يأتي الحب متأخرا ً , فلاشيء يمحي ذاك الحب الأول من قلب ٍ متعطش . كانت مصرة ً على أن تخفي حبها في قلبها وأن لاتبوح به أبدا ً ولكنها لم تستطع وصرحت لحبيبها بأنها تحبه مثل الهواء والماء وهو في البداية لم يعلم أي عاطفة ٍ تجتاحه ومن ورائها , وفي خضم الصراع مع معتركات الدنيا لم يكن ليدري أن الدنيا برمتها أزهرت و الحياة تجددت في عينيه وأصبحت لها معاني أسمى من أي شيء آخر , دخل الحب قلبه والحنين يشده إلى حبيبته رغم إنها ظلمته بأنه لم يحبها قط ّ , بل كان يحبها وظل كذلك ولم ينساها حتى الآن ولن ينساها , فهي كل مالديه, قلبه أصبح أسيرا ً لقلبها , فلاشيء يغنيه عنها , ستظل هي الحبيبة الأجمل على الأطلاق , فهي التي أضاءت بحبها قلبه المظلم المتوتر , وظل يردد مقولته (ما بنساكي شو ما صار , أنتِ عمري وحياتي ) ,هكذا  تمضي الأيام والسنون دونما أي لقاء وربما يرحل دون رؤية وميض عينيها. رحم الله قلبا ً مُحبا ً في دنياه وفي آخرته .

وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة يستيقظ القلب من حلمه ليستمع إلى لحن الحنين عند نافذة المطر , فينبض ويتوقف ويجدد الكرّة وهكذا مرة ً آخرى ومن ثم يتوقف إلى الآبد وتتكررالأغنية مرات ٍ ومرات ٍ ولكن قطرات المطر هي الوحيدة التي تسمع وتتكرر الأغنية وينهمر المطر وتستمر ليالي الشتاء الطويلة ولكن القلب يرحل ويبقى الحب معلقا ًما بين السماء والأرض .

* في مدينة الأشباح حيث الأحاسيس الميتة وحجارة القبور الممتدة على مد ّ البصر , أقوام ٌ وطوائف ٌ وكل ٌ له طريقته في الحب والحياة , وفي هذه المدينة يلتقي قلبان مع بعضهما البعض ويغدو كل شيءٍ جميل ,فهما خٌُـلِقا شمساً وقمرا ً يضيء كل ٌمنهما درب الآخر , ولكن فجأة ً تأتي القوانين لتفرق ما بين القلبين المفطورين ولتمتد الحواجز ما بينهما على مدى إحدى عشر عاما ً ويمضي العمر بلاتوقف . ويهزأ الدهر من ذاك القلبين اللذين تحمّلا وعانا قساوة الأيام وجهل العقول التي وقفت بأيد ٍ حديدية ٍ أمام عاشقين من طائفتين مختلفتين معتقدين بأن تعاليم كل دين ٍ لايسمح بحب ٍ دخيل ٍ من دين ٍ آخر.

أي منطق ٍهذا الذي يحكم علاقة سامية كهذه؟ فلا حدود للحب ولا قيود فالله هو الذي شرع المحبة , فلما يمنعونه ؟ أهو تعصب ٌ أم جهل ٌ أم ثمة أشياء ٌ غير معروفة .

صحيح ٌ أن هناك تعدد ٌ في الآديان والمعتقدات ولكن تبقى جميع الأهداف والغايات والتعاليم لوجه الله والله أنزل المحبة والسكينة على جميع البشر ولم يخصّ أحدا ً بصفة ٍ دون الآخرى .

وهكذا تمضي الحكاية وتدوربنا الأرض وكل صباح ٍ هناك شمس تشرق وبلابل ٌ تغرد ونجوم ٌ تسطع ببريقها ليلاً على طرقات أعمارنا الضائعة وكثرة ٌ من القلوب تتشتت وتتفرق وقلة ٌ تلتقي ولربما عادت هذه القلة وتفرقت من جديد ورجعت من حيث آتت .

ورغم كل المصاعب والمشقات ورغم كل الحجارة الواقفة فوق رؤوسنا تحت الثرى ورغم كل أحاديث الجهلة والسفلة والصامتين الجالسين على أكوام الأخطاء رغم كل ذلك يعيش الحب آبدا ً خالدا ً في قلوب أولئك المخلصين لمحبيهم وإن مرت أزمان طويلة ٌُ عليها .

مات هو وماتت هي , ولم يبقى إلا صدى ذاك الحب الذي سيعيش إلى الآبد وإن لم يجد من يحملونه في ثنايا قلوبهم , لكنه باق ٍ وسيظل ينادي.

الكاتب أكرم خورشيد

rangin34@hotmail.com

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

25/10/2010

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

 
(آنيـــــــن)

 -1-

ثقــُلت موازين الدنيا ...

تشبثت الآلام بالإنسان ِ...

مرارة ٌ ...... مرارة

عنوان ُ الحياة ...

النفسُ في حجرتها حزينة ...

تحت وطأة ِ أحزان ٍ مقيتة ...

في ثناياها أشرعة ُ سفينة ...

وفي علوّها أسود جريئة ...

هي النفس ُ ....

تـــــُـــرهق ...

تــــــُــزهق ...

في صفائها ...

وسكونها ...

تكالبت أيامنا على احلامنا ...

هاجت بنا .....

قيّدتنا بأصفاد ٍ آبدية ...

ذبـُلت ورودنا في آوان ِ تفتحها ...

اندثرت أقلامنا البريئة ...

تشوّهت صورنا الجميلة ...

تألمت همسات ُ أنفاسنا ...

حــُطـِمت ... دُمـــِرت ...

............ كل أسِرتنا

تـــُهنا وسط ز ِحام السيدات ِ المخمليات ...

أكثرنا من الشراب ...

فـسُكِرت نفوسنا ...

طمـِعنا بجمال حسناوات ٍ ماكرات ...

فوقعنا بمشانقهن البربرية ...

ساءت أحوالنا ...

جُر ِدنا من أفكارنا ...

أصبحنا نطأطأ رؤوسنا ...

مثل جياع ٍ ... حفاة ٍ

لايعرفون شيئا ً سوى الطاعة ...

تلاعبت بنا أشعارنا ...

فغدت جدراننا ملجأ ً للأشباح ِ...

ها هي نفوسنا ....

أفئدتنا ...

ولكن وأأسفاه !!!!!

جار علينا زماننا الكئيب ...

ادخلنا في عوالم ٍ هوجاء...

حيث الضياع ُ وسط عاصفات الهوى...

أين هي ضحكاتــُنا يا زمان ؟؟

أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أاطـُمـِرت تحت اوحالك الهمجية ؟؟

أم إننا لم نضعها في صناديق ذكرياتنا المنسية...

لقد هـــُز ِمت آمالنا الصغيرة ...

وحــلّت بنا مصائب همومنا الكبيرة ...

انجرفت سماؤنا وراء الغيوم ...

والنجوم ساطعات ٌ ساكتات ٌ دون لوم ...

لاتســــلني يا زمان ُ ماأنا قائل ٌ…

فمــا أنا  الإ ذاك التعيس ُ المتهور ُ...

                   -2-

حبي الكبير بروحي النقية ...

امـــــــــــتزجت ...

وبدت لي الدنيا حدائق ٌ مزدهية ...

بورود ٍ من شفاه ِ حبيبتي الملائكية ...

فيهــــــا روحي ودمــي ...

كل أمسياتي الشعرية لها وحدها ..

ولشعرها الممزوج ِ بروائح العطر ِ الذكية...

يا رعشــــــة فـــؤادي ...

كوني حــِبرا ً لآوراق عشقي ...

دعيني أسطـّر بـــك ِ ملاحما ً للحب ِ...

حبيبتي ... أميرتي ... مقيّــــــدتي

أي ُ كلام ٍ ......

يــُشعــِر ُك بدفءِ عيوني ...

لاتحزني ....

فذات يوم ٍ سألقاك ِ ....

ستلمــِس ُ أنامـِلك يداي ...

سأسمـِعُك ِ لحنا ً بهدوء الليل ...

شموعٌ مشتعلات ٌ بدماء ِ لحظاتنا القاسيات ِ...

أهديك ِ قـُــبلة شوق ٍ وحنين ...

أسكـِنك ِ جـِنان قلبي المأســــور ...

وأقول لك ِ كلمات ٍ ما وجـِدت قط ٌّ في قاموس الحب الكبير...

يا ليت الزمان يــُقرّبني إليك ِ ...

فأصبح أسيرا ً لنبض ِ فؤادك ِ...

وشمسا ً لنهارك ِ المظلم ...

أارأيت يا زمان كم أنا تعيس ...

قلبي بعيد ٌ عني كبعد ِ السماء ِ عن الأرض ِ ...

وأنا جاثم ٌ ماكث ٌ هاهنا ...

انتظر رسالة ً منها على جناح الطيور ِ المهاجرة ِ...

فلا سكر ٌ يحــلـّي مساءاتي سوى ....

قــُبلة ٍ من ثغر ِها الوردي ...

المملوء ِ برحيق ِ زهور ِ الربيع ِ البرية ...

ذات يوم ٍ سأعيدُكِ طفلة ً...

وأنــــــــــــــــــــــــــا ...

لن أكترث لجنون خواطري ...

أو لترهات ِ وتفاهات ِ تلك النسوة ِ ...

المتبرجات ِ بالأحمر والأخضر والأسودِ ...

وأيضا ً بملابـِسهن المخادعة ِ للآبصار ِ...

فأنا مارأيتُ الإ ســــواك ِ ...

ماحَــلــِمت ُ الإ بــــــــك ِ ...

أمرأة ٌ غيّرتــــــــني ...

اندمجت فيني قلبا ً وقالبا ً...

ابهرتني بعذوبتها المطـلقة ِ...

اسكنتني عالما ً فيه الحب عنوان ٌ ...

اجتاحتني بلمسات ِ سحرها الفتـــّان ِ ...

منحتني  حبــــــا ً وجنونا ًلا نهاية لهما ...

هاأنا ذا يا زمان ...

واقف ٌ مثل الحائر ينتظر ُ...

طريــــــــــــــــــقا ً إليها ...

فلامساومة على حب ٍ وقع ...

سأظل منتظِـــــــــــــــرها ....

إلى أن يحين موعـــِد ها ...

 

الكاتب أكرم خورشيد

 krm_khorshid@yahoo.com

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2009/4/25

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

 
(البقاء للحب)

 

تحت أشعة شمس الشتاء انظر إلى المدى البعيد ولكن لا آري سوى الضباب فوق الهضاب التي تغطي الأرض والسماء , أتأمل كيف تطير العصافير من شجرة لآخري باحثة ً عن ملجأ آمن لها ولأولادها , أتأمل تلك الورود البرتقالية التي لا تستطيع إلا أن تمجّد وتسبّح خالقها الذي بث فيها الروح والرائحة الذكية , أتأمل حياة هولاء الناس الذين يركضون وراء مصالحهم خوفا ً من جور الزمن وطغيانه. أحياناً نقول بأنه ما من شيء يستحق دمعة والبكاء هو فقط للصغار الذين يستخدمونه وسيلة للتعبير عن أحاسيسهم المختلفة , ولكن هل الكبار مستثنون من هذه القاعدة , العين أحيانا ً ترى وأحيانا آخري كثيرة تدمع , الدموع هي نفسها عند الجميع ولكن الاختلاف يكمن في الأسباب , فلكل دمعة ٍ سببها .

عندما ننظر حولنا جيداً سنرى أناساً بائسين لا يعرفون مدى السعادة التي يحس بها آخرون وهؤلاء الآخرون هم الذين يحيّون الحياة بكل ترفها وبذخها ويعيشون حياة مخملية مليئة بالزيف والكذب والافتراء . الحياة هي للجميع ولكن أحياناً كثيرة تسعد أناساً وتحزن آخرين. ربما تكون الأمور أسهل بكثير من هذا ولكن هذه هي القاعدة العامة , الغني هو الذي يتمتع بكل وسائل الراحة التي لا حدود لها ولكن الفقير هو ذاك المحروم من كل راحة ( فقط بؤس وشقاء).

من كان على دراية كافية بمناحي الحياة وطرق اغتنام الفرص هو الذي يفوز بالعيش المترف أما الإنسان البسيط المتواضع الذي لا يعرف سوى الطيبة والخير للجميع هو الذي يداس بالأقدام , ربما الإنسان هو الذي يجعل الإنسان كتلة من الشر لا يعرف الرحمة ولا الشفقة. شهدت البشرية حروبا ً وكوارثا ً من شتى الأنواع ولكن هناك كوارث يصنعها الله وكوارث آخري يصنعها البشر, (زلزال ,براكين وفيضانات) هي أمور إلهية لا يستطيع الإنسان أن يجد مفرا ً منها ولكن حروب قتلت آلاف الأرواح وخلفت دمارا ً وخرابا ً في كل مكان وطأتها أقدام الجنود وحيثما تواجدت الأسلحة بمختلف صنوفها, فهل هي لعبة لإنهاء الحياة على كوكبنا أم صراع بين الخير والشر اللذان طالما تواجدا مع بدء البشرية , أناس أبرياء كثر راحوا ضحية لتلك الحروب التي أبادت الأخضر واليابس وابتلعت كل شيء جميل وأنهت لحظات فرح ٍ وسعادة ٍ على  وجوه شفافة بريئة ما عرفت قط لونا ً للحزن وأغرقت الأجفان في الدموع وسكبت للنفوس المبتهجة كأسا ً من علقم لا يزول طعمه مدى الحياة.

بدأ البشر بنهش لحوم بعضهم البعض وغدت الصفات السيئة هي السائدة في قاموسهم وأصبحوا يتراكضون ويتقاتلون للحصول على تلك الورقة التي تحمل أرقاماً تؤهل أي مرء ٍ ليصبح سيدا ً مهما كانت أخلاقه وسمعته .

الأوراق المرقمّة هي التي تصنع المقاييس , من ملكها ملك مفاتيح الدنيا ومن لم يملكها هاجت به الدنيا , لطمته الأمواج وتقاذفته إلى شواطئ ٍ مجهولة الهوية .

عندما تتجول في المجتمعات على اختلاف طبقاتها وأديانها ستدرك أشياء ً ما كنت تراها ولا حتى في أحلام يقظتك , سترى أقواماً يعيشون في وفاق ٍ وسلام ٍ تجمعهم المحبة الخالصة , كل ٌ يحب الآخر من دون اية اعتبارات مرتبطة بالدين أو المذهب وبنفس الوقت سترى وفي مكان آخر شعوبا ً تعيش في حالة كراهية لبعضها الآخر , متحاربون , متخاصمون والسبب متعلق بآهواء الدنيا وشهواتها .

لا بديل عن حب الإنسان للإنسان كما لا بديل للمشاعر المرهفة الراقية التي طالما بقيت وصنعت ذاك الإنسان الخيّر المتسامح الذي يحسّ بآلآم أولئك الضعفاء الأبرياء الذين تقطعت بهم السبل .

فما من شيء ٍ أجمل من إحساس الإنسان بالإنسان , فالحياة فانية والبقاء لله وللمعاملة الطيبة , واللحظة الحاسمة تأتي حالما يتوقف القلب عن النبض وتصعد الروح إلى بارئها ويغدو الجسد موكبا ً للحب والخير .

 

الكاتب أكرم خورشيد

 krm_khorshid@yahoo.com

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2009/1/10

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

 

( غزال ٌ في وجه القمر )

لاتلوميني على ما أنا قائــــــــــــــل ُ

فذهني في حيرة ٍ واضطراب ٍ وقلق ِ

إن كنت ِ معذبتي فـــــــــــــــلك ِ ذلك

ولكن لا تقولي إنـــــــــــــــكِ نجمتي

سلي آمواج َ البـــــــــــــــــحر ِ عني

كم مرة ً لطمتني بين الأعــــــــــــين ِ

سلام ٌُ من قلمي إلى القلوب البائسة

سلام ٌُ فيه الليـــل ُ هو المتـــــــــكلم ِ

احمليني يا صغيرتي دمية ً عاجــية ً

لاتعرف سوى يدك ِ الحريرية الملمـــس ِ

هناك في المــــدى فتى ً واقــــــــف ٌ

ينظر ُ ويتعجب ُ من ذاك َ الجمال ِالخارق ِ

كلي أمل ٌ أن تعودي يومـــــــــــــــا ً

وأعود ُ أنا لنهاري لليلي المـــــظلم ِ

سماسرة المجهول ِ قادوني إلى حــــــتفي

أخذوا مني كـــــل دقائقي الرائـــعات ِ

تهادتْ في النفس ِ كل ُ الخواطـــــــر ِ

ثم حلـّقت بعيدا ً مع أسرابِ الحــمام ِ

أنا في مضجعي أقولُ كلمــــــــــــاتي

أخط ُ سطورا ً دامِعة ً للأنـــــــــــجُم ِ

تلك المرأة ُ أنستني كل أسمـــــــائي

لا بل أنستني همومَ قلبي المتــــــألم ِ

ظلتْ مخبأة ً في دمي نائـــــــــــــمة ً

مجبولة ًَ برحيق ِ زهر الربيع ِ المتبـــسم ِ

ضمّيني إليك ِ طـــــفلا ً يبـــــــــــكي

ولا تجعليني صرخة ً في الوادي نادم ِ

خذيني إليك ِ قلبــــــــــا ً ولبـــــــــــا ً

وازرعيني غصنا ً يابسا ً في المآتـم ِ

كوني بجانبي وردة ً حمراء لائمــــة

اخر ِجي كل ما فيكي بيومك ِ المُغرم ِ

لاتنسي أمرءً أبهرتيه ِيومــــــــــــــا ً    

وإن فعلتِ فلن ْيكون إلاذاك المتشائم ِ         

إنْ نطقت ُ بما لم تحبذيه ِ آبــــــــــــدا ً

تأكدي إني إليك ِ معتـــــــذر ٌ قــــــادم ِ

ما كل ُ حقيقة ٍ تــــبانُ وقت وقعــــها

فربما الفؤاد ُ أحبك ِ وأنا لم أعـــــــلم ِ

الدهر ُ هكذا فارق ٌفرق ٌ تــــــــــفرّق ٌ

وتشتت ُ أفئدة ٍ نابع ٌكلهُ من الآلـــــم ِ

أقف أحيانا ً هائـــــجا ً ملــــــــــوّعـا ً

وأتفاجأ ُبأنني سابح ٌ في بحر ٍمن الآوهام ِ

أميل ُ إليها بكل نـُــــــبل ٍ ورفعـــــــة ٍ

واشتهي قطف َ وردة ٍ من خدها المُلملــم ِ

آتــُراني أصب ُ ملــحا ً فوق جُــــرح ٍ

أم إنني مازلت ُ أسيرا ً للعنة ِ الحُلـم ِ

أشباه ُ الحبيبات ِ تمرّدن على الــحب ِ

أخذن القلب َ وتركن القالب َ الـــقصِم ِ

وماحاجة ُالمرء ِ للفؤاد ِ دون الحبيب ِ

فما عاد للسماء ِ زُرقة ٌ بتلبـــّد ِ الغيم ِ

صغائر الأمور شبيهة ُ خصلات ِ الشَــــــعر ِ

إنْ سقطت واحدة ُ فالباقياتُ لنْ تـــدُم ِ

اهرب ُ من خيالي عساني ارتــــــــاح ُ

ولكن لاآرى سوى آوراق ٍ من اللـوم ِ

ابحث ُ بين هنا وهناك عن وجوديــة ٍ

فلا أجد ُ إلا فراغــــــا ً بـِـــــــــلا أسم ِ

 

الكاتب أكرم خورشيد

 krm_khorshid@yahoo.com

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2008/9/25

 
( رحيل أم )

 

   لو كانت الروح توهب كما توهب الهدايا , لكنا عشنا جنبا ً إلى جنب مع أحبتا ولو كان باستطاعتنا أن نتبرع بأنصاف أعمارنا لمن نحب , لكنا تبرعنا , فعاشوا بنا وعشنا بهم ولكن يبدو أن الأمرأصعب بكثيرٍ من ذلك .

تجتمع الناس في منزل ٍ سادته السوداوية والغموض وعلت الآصوات فيه ونادت النسوة بأصواتهن الباكية وساروا في موكب ٍ مهيب جلل حاملين ذلك الجسد الذي سيوارى الثرى في آخر مرحلة ٍ من مراحله الدنيوية.الأرض هي أم البشر , نـُخلق منها ونعود إليها , هكذا هو القانون الذي لا مفر منه نعود إما مذنبين أو مظلومين , منقولين في نعوش ٍ معطرة إلى ذاك المستطيل الذي يحتضننا ثم المسير إلى الآخرة وأية آخرة تنتظر نفسا ً متعبة ً مثقلة ً بالهموم والذنوب . لكم يحزنني أن آرى في ردهة الطبيب فتاتين صغيرتين بريئتين ذي عينين دامعتين الدمعة تلاحق الدمعة , ياللهول !! منظر ٌ فظيع لن أنساه ما حييت , وقفت مذهولا ً لما شاهدت فقال أحدهما بنبرة ٍ حزينة: ماتت أمهما , ياإلهي !!! مات الربيع قبل حلوله , فما تفعل الزهور غير البكاء , خرجتا في حالة انهيار كامل , لم تعد هناك في عينيهما رغبة ُ للبقاء على قيد الحياة .

ماتت الأم , مات الأمل , ماتت الغالية التي ما توانت قط ّ عن احتضان أولادها بدفءٍ وحنان , رحلت مخلفة فراغا ً لا يسده إلا الزمن والنسيان وسبحان الله الذي منح الإنسان نعمة النسيان رغم فداحة الموقف وعمق الجرح.

كنت أراقب الموقف عن كثب , لبرهة ٍ تعطل تفكيري ونسيت كل ماكان يحيط بي فإذ بإمرأة ٍ تصرخ على إحداهما ( يالله , انزلي شبكي شو صرلك ) . كانت تحثها على نزول الدرج بصمود ولكن أي صمود هذا الذي يثبّت قدميها نزلتا في حالة من الصدمة القاسية وكأنهما صفِعتا بصفعة ٍ مبرحة .

روا لي أحد الموجودين بأن هذه الأم الميتة هي أم لعشرة اولادٍ بما فيهم الفتاتين وأن والدهم إنسان بسيط يعمل بأجرته اليومية . هذا يعني بأن ثمانية أولاد سيبكون أيضا ً وسيفتقدون سبب وجودهم.

يارب !! أي موت ٍ هذا الذي يغيّب أما ً عن عشرة صغار ٍ أبرياء لم يختبروا المعاني بعد , نعم عرفوا جيدا ً الحياة , وعرفوا معنى الأم ولأنهم عرفوا الأم عرفوا الحياة , ولكنهم لم يعرفوا ما هو الموت الذي أخذ منهم حضنا ً حنوناً لا يعوضه شيء في الوجود. الموت كلمة لايعرفها إلا الذين لبسوا الأسود وخيّمت على وجوههم علامات الكآبة واليأس , صحيح أن الموت حقيقة ولكنها مرة كمرارة الحنظل .

هذه الكلمة لاتـُبكي فقط بل تـُفرح أيضا ً , فعندما يأخذ الموت ظالما ً , يفرح الآخرون ويهتفون باسم الله , سعداء بعدالة السماء التي لا تفرق بين أحدٍ , كائنا ً من كان , الكل متساوون عند الموت , فلا الغني يفر ولا الفقير , إنها حقيقة إلهية تساوي بين جميع البشر , متى ماانقضى الآجل وانتهى الامتحان , تكون الروح قد عادت إلى جوار ربها.

هناك في الباب فتاتان تبكيـــــــــــــان 

تجلسان حينا ً وحينا ً تصرخـــــــــان

تسحبهما الآيادي وسط الجمـــــــــوع

وهما في القلب والوجدان مجروحتـان

حزن ُعميق يزحف في وجهيهمـــــــا

آنهار ٌ من الدم والدموع على الخدود تجريان

أين أمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين أمي ؟؟؟؟؟؟؟؟

على شفاههما كلمتان تتوهـــــــــــــــان

ياللجرح البليغ الذي استوطـــــــــــــــن

فضاع الحب وضاع الحنـــــــــــــــــــان

صرخت إحداهن عليهما بجهيــــــــرها

ما خطبكما ؟ لمــــــــا لا تمشـــــــــــيان

ياإلهي !! أي كابوس ٍ حل ّ  بهمـــــــــا

يارب !! أعنهما فما هما إلا زهرتان تحترقـان

رحلت أم ُ بين الستائر الخضــــــــــــــراء

وودعت ببيضاء إلى روض الجنــــــــان

في السماء كل الملائكة صلت لأجلهــــــا

وفي الأرض عينان لا بل دمعتين باكتيان

ما غيّر بكــــــــــــــاء ٌ مسيرة الآقــــــدار

المـــــــكتوب محتوم وما الحياة إلايومان

 

الكاتب أكرم خورشيد

 krm_khorshid@yahoo.com

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2008/8/13

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE

 

(  مساحاتٌ للبوح )

 

نادراً ما نستطيع أن نفسح المجال للساننا النطق بما يريد, نصنع أقفاصاً من الوهم ونسكن داخله بهواجس ٍ لا مثيل لها , بالنسبة لنا طبعا ً . داخلنا مجال ٌ واسع ٌ من الدوائر التي سرعان ما تنغلق بلمح البصر وتولّد هي بذاتها آلاف الدوائر التي تستمر إلى اللانهاية , وكل دائرة لها نقطة بدء وانتهاء وحالما تنتهي واحدة , تبدأ الآخرى دورها من دون أن تؤثر على وظيفة صديقاتها, لها طريقها المحدد زمنيا ً ومكانيا ً. وهكذا هي حياتنا , دوائر غير منتهية تستمر بالتوالد حتى آخر لحظة من لحظات العمر. ما من شيء يولد ويموت إلا ويكون قد مرت عليه ساعات هبوب الرياح العاصفة التي تأتي كلما شعرت بالحنين إلى قبلات الجبال العالية , وتنحني الورود بكل وقارها وجمالها معلنة ً استسلامها , فاتحة ً أجنحتها لنسماتها الجليلة التي تقوى كلما تأخرت (فالهدوء الذي يسبق العاصفة يكون مخيفا ً ) .

في أقفاصنا البلورية ننظر بعين الرقة والألم إلى تلك المساحات الخالية التي نضيع فيها حالما تغيب النجمة الذهبية التي تخفي  وراءها غموض وشرارة انطلاق اللحمة الآولى لحياة الكائنات الحية . من نوافذنا نتمعن ذاك الجمال الخارق الذي مارأيناه يوما ً على هذه الشاكلة إلا من خلال تلك المساكن الشفافة . فعندما نقتنع بأننا نعيش في ملاجئ ٍ زجاجية , فعلينا هنا أن لا نفرض قوة سواعدنا على آراء الآخرين , بل يجب أن نفرض قوة تفكيرنا .

ينتابني شعور ٌ بأن الدفء إنما هو إحساس ٌ مرهف ٌ لاتحسها إلا النفوس الهادئة التي غالباً ما تكون صامتة ,سامعة, غير مدلية بأي كلام ولاحتى مجرد رؤوس أقلام.

الأحاسيس مقطوعة موسيقية تعزفها مجموعة ٌ من العازفين الماهرين المشبعين  بفطرة العشق لتلك العلامات الصاعدة والنازلة التي تطرب سامعيها بمجرد العزف .

دقائق ٌ تهرع إلى المجهول وأعمارٌ تنقضي , ساعات حزن ٍ تتأطر بكابوس ٍ من الهلام الأسود , صراع ٌ بين الأرض والسماء , أزمنة ٌ فاصلة بين الوليد والكهل , أسئلة بلا أجوبة تنتظر حلولاً , ولكن من أين ؟ غير معروف, ومِن مَن ؟ أيضا ً غير معروف .

كل شيء ٍ يصبح واقع ٍ بمجرد حدوثه وفور إحساسنا به وبتأثيراته البعيدة والقريبة .

أن نقتنع أننا آرواح ٌ متحركة , فذلك سيتطلب منا جهدا ً عقليا ً أكثر وربما سنحتاج إلى المزيد من النظريات الفلسفية التي تنتمي إلى العوالم السحرية , دقائق ٌ وتنتهي ومن ثم نعود إلى حالتنا الطبيعية من دون الإفصاح عن أية نجاحات أو إخفاقات يمكن أن تنتج عن تلك الفلسفات .

بلحظات ٍ تجتاحني لمسات ٌ من ذكرياتي الرائعة بين أشجار الصنوبر الشامخة التي ما انقطعت قط عن زيارتها والشكوى إليها عن كل مافي نفسي من أشجان ٍ وأسرار ٍ لاتباح إلا لكل روح ٍ صامتة وهذا ماأسميه بصفاء النفس الخالدة , فما من مساحة ٍ نبوح فيها بهمومنا إلا لتلك المساحات الخضراء الامينة والمحصنة ضد أي محاولات ٍ لخرق المصارحات , وهنا تكمن قمة الروعة الحسية .

دائما ً نحتاج إلى تلك العزلة التي نفرضها على أنفسنا نتيجة ضغوط ٍ معينة , خارجية كانت أم داخلية, ربما تكون ناجعة وربما لا , ولكن خلال تلك العزلة تعيد الشخصية صياغة ملامحها وتعمل جاهدة ً أن تغير شيئاً ما من أجل الإحساس بلذ ّة الحياة .

الانغلاق داخل جدران ٍ أربعة إنما تمثل شعوراً بالرغبة في الابتعاد عن كل مامن شأنه أن يثبّط همة المرء وأيضا ً عن كل مجريات الآحاديث المزيفة الملفوفة بطبقة من السكر اللزج الذي لايزول إلا بتفكير ٍ سليم بنّاء قادرٍ على إزالته , واستبيان الحقائق لمن يبحث عنها ولكن المشكلة أنه ليس من السهل القيام بتلك المهمة, فالمهمة شاقة وتتطلب سرعة بديهة ٍ وقدرة ً فذة على اكتشاف الزيف واللغط في  الوقت المناسب وتوضيح نقاطها للعيان , والاخذ بعين الإعتبار أن كل حقيقة ٍ تمثل رمزا ً من رموز الإنسانية التي لاتقدر بثمن والتي من شأنها الإرتقاء بالمعنويات العامة إلى العُلا, فعندما يرى الآخرون بأن الحقيقة أصبحت سائدة , فبذلك تطمئن قلوبهم وتتوسع صدوروهم ويصبحون منفتحين على الحياة وفروعها الكثيرة.

الحقيقة كلمة تقال ولكن تكون قاسية في كثيرٍ من الأحيان وناردا ً ما نعترف بأننا مذنبون وكل ذلك نظرا ً لصعوبة إقرار النفس البشرية بأخطائها . نرى أناسا ً كثر يضغطون على آخرين للقبول بحقيقة ٍ ما في الوقت الذي يكونون هم في داخلهم غير راضيين ولا بأي حال ٍ  من الاحوال على تقبل حقيقة ٍ ما في حال إذا طُلب منهم فعل ذلك. إذا ً دائما ً هناك تفاوت في الإلتزام بالحقائق العامة , لا وبل إنكارها في أغلب الأحيان , فكل واحد ٍ يعتبر نفسه رمزاً ومثلا ً خال ٍ من العيوب والأخطاء وتراه يتكلم بلغة ٍ منمقة طنانة , يرشد الآخرين ويلومهم على فعل كذا وذاك وأحياناً كثيرة يوبخهم على أفعال ٍ معينة في الوقت الذي يكون هو مليء بالعيوب ولايستطيع التصرف في أمرٍ من أمور الحياة , ولكن ليست هذه المشكلة , فالمشكلة الحقيقية والتي يجب معرفتها أن الناس تكون مقتنعة بآراءه وتفكيره ونظرياته الفارغة, وهنا حتى يأتي

أحد ٌ ما ويكشف خلفيته للآخرين يكون قد مر زمن ٌ طويل ويبقى المهم أن تعرف ماهية الجالس أمامك .

في الأزمنة الغابرة كان البشر في حال ٍ يرثى لها وذلك نتيجة المعتقدات السائدة آنذاك وكانت المعاناة في قمتها , جهل ٌ وتخلف وسوء إدارة . إذا تمعّنا في التاريخ قليلا ً لعلمنا بأن شعوبا ً وأقواما ً كثر عاشوا وماتوا على هذا الكوكب وآخيرا ً ماذا كانت النتيجة : تعاقب الحضارات وتدوين أحداث الحروب والفتوحات . صحيح أن التاريخ يعيد نفسه ولكن ليس دائما ً , أحيانا ً كثيرة نكون على خطأ ونوهم أنفسنا بأننا على صواب وأن كل ما نفعله هو للمصلحة العامة , ولكن الصائب هو أن أخطاءنا تكون قد قضت على معظم الإنجازات التي حققها الآخرون في وقت ٍ من الآوقات العصيبة ,

التاريخ أيضاً له نفس الميزة , يعيد نفسه عندما يشاهد خلللا ً ما في إحدى نقاط الحاضر . يجب أن نكون قادرين على الحفاظ على مكتسبات ونوادر أسلافنا الذين جهدوا كثيرا ً لتشييد صروح ٍ خالدة مازالت قائمة حتى الآن ( عمرانيا ً وفكريا ً وحضاريا ً ) ومن كل الجوانب التي تجسد قمة الحضارة. وكما يجب أن نتذكر دائما ً

أنه مامن حاضر ٍ بلا ماضي , فالماضي هو أساس يبني عليه الحاضر فكره وقوانينه

إذاً فالتلاحم بين الحاضر والماضي يولّد مستقبلا ً زاهراً مليء بالتفاؤل والتقدم .

صحيح أن المستقبل مجهول ولا يعلمه إلا الخالق ولكن علينا أن نتفاءل ونذلل العقبات التي يمكن أن تعترضنا في الوصول إلى أقرب نقطة من الكمال الفكري , فالكمال لله ولكن يجب أن نفعل كل ما بوسعنا للإقتراب منه(من الكمال) , فعندئذ ٍ نكون قد صنعنا

خلودنا بأنفسنا وبنفس الوقت نكون قد مهدنا لجيل ٍ خيّر يفرق بين القوتين الاساسيتين: الخير والشر . فعندما يتجاهل الكل الظلام , ففي ذلك الحين سنضيع ,

فلابد أن أشعل شمعة ً لكي أنير لرفيقي ويقوم هو أيضا ً بإشعال آخرى وهكذا تشعل الشموع وتُزرع النور في القلوب والعقول وتغدو كل الوجوه ضاحكة مبتسمة فرحة , وبالتالي نكون قد حققنا ما نصبوا إليه .

فالحياة لاتكون جميلة إلا بزرع الخير والسلام والأمان في كل مكان

ومعرفة مالنا وماعلينا من حقوق ٍ وواجبات

والخلود لكل روح ٍ مغادرة إلى مثواها الآخير.

 

أكرم خورشيد

لقمان عفرين / lokman shamo kalo

2008/7/26

  HOME   l   SYRIA   l   AFRIN   l   CONTACT   l   LOKMAN AFRIN

BACK TO HOME PAGE