وتعيش
أشجار الزيتون حياة طويلة، حيث يُعتقد بأن حياتها قد
تمتد من
300
إلى 600
سنة، أو حتى أكثر من ذلك. وحتى إذا ماتت الساق والأغصان، فإن
لشجرة الزيتون المقدرة على أن
تنبت من جديد وتعيد الحياة إلى شجرةٍ جديدة. تُقّدر
أعداد أشجار الزيتون الموجودة
اليوم فوق سطح الأرض بحوالي 800
مليون شجرة، تنتمي
إلى
400
صنف مختلف من أشجار الزيتون المزروعة في أنحاء العالم
ومما يثير الإعجاب
أكثر من الأعداد الضخمة لأشجار
الزيتون هي النسمات الإلهية التي تفوح من أغصان هذه
الشجرة.
فقد اعتبر سكان حوض المتوسط شجرة الزيتون شجرة مقدسة لآلاف
السنين.
قدّمت شجرة الزيتون عبر التاريخ بعض
الخدمات للعديد من الديانات والثقافات، وهي
تعتبر رمزاً للسلام والحياة
والخصوبة.
وقد ثبت أن إيبلا
(4,000
سنة قبل الميلاد) أول حضارة عرفت
زيت
الزيتون،
حيث
قدمته
على أنه السائل الذهبي لآلهتها.
وفي وقت لاحق، نسب المصريون القدماء
الفضل
بتعلم الإنسان لزراعة الزيتون والحكمة
للآلهة إيزيس. وقد استخدم الفراعنة زيت
الزيتون للمساعدة في بناء
الأهرامات.
وقد عُثر على عبوات تحتوي على
زيت
الزيتون بين القبور المصرية خلال
العمليات الحديثة للكشف عن الحفريات الأثرية لهذه
القبور.
اعتقد
الإغريقيون أنه عندما منحت أثينا
آلهة الحكمة الإنسانية شجرة الزيتون
فإنها تمكنت من الفوز على باقي
الآلهة في المسابقة وذلك لأنها قد قدمت أكثر الهدايا
فائدة للإنسان.
أما في اليونان القديمة فقد استخدم
الرياضيون الأوائل زيت الزيتون
لتدليك أجسامهم.
كما أن
أول شعلة أولمبية كانت الأصل عبارةً عن
غصن زيتون مشتعل.
ويمتلئ
الإنجيل بالكثير من الإشارات إلى
زيت الزيتون بما في ذلك حكاية (العذارى الحكيمات
والجاهلات) (الزيت كوقود
للمصباح)، أو في رواية السامري الرحيم
(مداواة
الجروح).
وكذلك ورد ذكر
زيت الزيتون في
الإنجيل في 140
موضعاً.
وقد أشار
كلٌ من القرآن والحديث
الشريف إلى قيمة زيت
الزيتون عدة مرات. ففي أحد الأحاديث، رُوي بأن
النبي
محمد صلى
الله عليه وسلم قال
بأن في زيت الزيتون علاجاً لـ 70
علة. كما نصح عليه
الصلاة والسلام بأكله ودهن الجسم به "كلوا الزيت وادهنوا به
فإنه من شجرة مباركة".
وفي أيامنا هذه، يقدم
ملك
المملكة العربية السعودية زيت
الزيتون كهدية لحجاج
مكة.
|