مدرسة دارا هرهرى لتعليم أصول الديانة الإيزيدية

الحلقة الأولى

عرفت البشرية منذ أقدم العصورالعبادة إذ قاموا بخلق الآلهة وآمنوا بها ووجدت فيها الملاذ والخلاص ولكنهم لم يكتشفوا سر الوجود ومضمونه المتجسد في الله عز وجل إلى أن بدأ نزول الأديان والرسل على وجه الأرض بهدف تخليص الناس من جهلهم وعبادتهم للأصنام، مثل الديانة الإيزيدية والتي تعتبر إحدى أقدم الأديان التوحيدية والتي آمنت بوجود إله واحد لاشريك له خالق الكون ، ولكن ولأسباب خارجة عن الإرادة ونظراً لما تعرضت له من إنتهاكات وأزمات عبر القرون جعلتها منطوية ومنغلقة عن العالم وشعوبها ، ونطاقها محصور فقط ضمن أفراد هذه

في كتبها وهي متمثلة في كتابين رئيسيين لهذه الديانة هما:
1 - الكتاب الأسود (مصحف رﻩش ) 2 - كتاب الجلوة .

أما الأولى أي مصحف رﻩش وهو أكبر قليلا من كتاب الجلوة وعدد كلماتها أقل من 750 كلمة ومضمونها يختلف عن كتاب الجلوة فهو يتطرق لمواضيع متعلقة بالله وخلقه للسموات والأرض والملائكة وأعمالهم وخلق أدم وحواء وكيفية إخراجهما من الجنة . وإرسال الشيخ عدي بن مسافر من أرض الشام إلى لالش في شمال العراق ، وما كان من نزول الملك طاووس إلى الأرض وإقامته ملوكاً للإيزيدية .
والثاني فهو كتاب الجلوة وهو مؤلف من خمسة فصول وعدد كلماته بالتحديد 490 كلمة مقصورة على نصائح الملك طاووس لأتباع الديانة مبينا مدى قوته وأفعاله ، وما يقدمه لأبناء طائفته وهو منسوب إلى الشيخ عدي بن مسافر .

وطبعا سيتم التطرق إلى مواضيع ومحتوى كل من هذين الكتابين وسائر الأمور المتعلقة بالديانة الأيزيدية ومعتقداتها من خلال مدرسة دارا هرهرى وهي إحدى المراكز الدينية الإجتماعية المختصة بالتعاليم الديانة الإيزيدية.

* من بعض الكلمات التي يتضمنها مصحف رەش خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة السبع في سبعة أيام وجعل الملك طاووس (طاووسى ملك) رئيساً على الملائكة وفي مايلي تسلسل الأيام واسم كل ملاك خلق في ذلك اليوم عند الإزيدية وعند الديانات الأخرى :

1 – يوم الأحد خلق طاووسى ملك وهو عزرائيل .
2 – يوم الاثنين خلق ملاك شيخ حسن وهو دردائيل .
3 – يوم الثلاثاء خلق ملاك شيشمس وهو إسرافيل .
4 – يوم الأربعاء خلق ملاك شيخوبكر وهو ميكائيل .
5 – يوم الخميس خلق ملاك سجادين وهو جبرائيل .
6 – يوم الجمعة خلق ملاك ناصرالدين وهو ملاك شمنائيل(شمخائيل) .
7 – يوم السبت خلق ملاك فخرالدين وهو نورائيل .
الدرس الثاني
من مدرسة دارا هرهرى

تطرقنا في اللقاء الأول إلى الديانة الإيزيدية وما مرت به من مراحل عبر تاريخها الطويل إلى وقتنا الحاضر وأهم كتبها المتمثلة في مصحف رەش وكتاب الجلوة . أما في الدرس الثاني فقد تطرقنا لدراسة تفصيلية عن طاووس ملك وسبب تنصيبه رئيساً للملائكة وأحد أهم أقواله قدسية في عبارته :
<< أنا كنت وموجود وسأبقى إلى النهاية >>

وكما قلنا بأن الإيزيدية إحدى أقدم الديانات التوحيدية فإن طاووس ملك هو أول مخلوق من النور خلق في هذا الكون وهو أول مخلوق أيضاً لإنه أول من سجد لله على وجه الكون وعرف أسراره ، لذلك أصبح أمين سر الله . وكان سبب تعينيه رئيساً على الملائكة عندما أمر الله الملائكة بصنع قالب آدم وبعد الانتهاء من صنعه ، جمع الله الملائكة وطلب منهم أن يسجدوا لقالب آدم فسجد الملائكة جميعاً إلا طاووس ملك فقال الله له لما لم تسجد لآدم فقد سجد له الملائكة جميعاً إلا أنت ، فأجاب طاووس ملك وقال أنا أول مخلوق في الكون من نورك وسرك العزيز وقلت لي بأن لا أسجد لغيرك فقال الله لقد قلت ذلك لكل الملائكة وها هم سجدوا فأجاب طاووس ملك وقال أنا أول مخلوق وقد أمرتني أن لا أسجد لغيرك فكيف أسجد لغيرك وبذلك كرمه الله فقد هلهلت له الملائكة وألبسوه القلادة (توك) وأصبح بذلك رئيساً على الملائكة .

أما بالنسبة لقوله (( أنا كنت وموجود وسأبقى إلى النهاية )) . فإذا قسمنا العبارة فسوف نستخرج منها ثلاث كلمات وسوف نتبين معنى كل كلمة على حداً ونشرحها فيما يأتي:

1 - أنا كنت :
بمعنى أني موجود منذ القدم وليس القديم بمعناه القريب فهو موجود قبل الخليقة قبل 90 ألف سنة منذ أن عرفت الخليقة فأنا أول مخلوق موجود على هذا الكون وأول من سجد لله فأعلم بأسرار الله .

2 - أنا موجود :
وهو أن روح طاووس ملك موجود في كل بقعة من بقاع هذا الكون وليس مقصوراً على البشر ’ بل كذلك في النبات والمياه وكل مكونات هذا العالم فكما قلنا فهو موجود في كل مكان من هذا الكون ولا يوجد مكان وإلا له عمل فيه .

3 - وسأبقى إلى النهاية :
أي أن طاووس ملك باقٍ إلى نهاية الكون فروحه لا تموت لإنه من نور الله وسره فإذا مات إنسان فروحه قائمة .